-قصة قصيرة ------>[ إياكم و الاحلام .... !! ]
- أطلق تنهيدة طويلة كانت حبيسة تفكير عميق أنساه كيفية إستخدام رِئتيه .. جلس " عبد الله " على كرسيه و أخذ ريشة الرسم غليونه .. مطلقا أبخرة ألوان مبهجة براقة ليرسم ما جاد عليه مخياله الخصب المُنسَكِب على لوحة فنية تتحدث عن مطالبه البسيطة في عمل يقيه الإعالة و بيت دافئ بزوجة و أبناء ..
.. صوت صراخ قوي يصدر من باب غرفته الذي إنهالت عليه عدة ضربات عنيفة متوالية قفز لها الشاب " عبد الله " فزعا و هلعا .. و الذي أخذته رجلاه هرولة نحو الباب ليُنقذه من جلاديه فإذا بالباب إنخلع عضوه القفل على إثر ضربة قوية كانت كفيلة بإعفائه من مهامه ..إذ إنصدمت عينا الشاب بثلة من الرجال الضخام قد إحتلوا مكان الباب .. و بصوت مبحوح متقطع يخرج من فم محتضر قال..
- عبد الله ؛ من انتم ؟؟؟؟
- قالوا ؛ ألا يوجد ترحيب هنا ؟؟؟؟
- عبد الله ؛ و لما الترحاب وقد كسرتم بابي و إقتحمتم خصوصيتي و إفتضضتم حرمة غرفتي و روعتم مسلما آمنا في داره.
- فنطق أحدهم بتهكم أتتهمنا بالهراء !! أيها الغارق في التهم الصِّحاح .
- عبد الله ؛ سأكرر سؤالي من أنتم ؟؟ و لما أنتم هنا ؟؟
- قالوا ؛ حسنا سنعرفك من نحن و لما نحن هنا ..
- قال أحدهم ؛ أنا من مصلحة الضرائب و تهمتك أنك لا تؤدي الضريبة عن الدخل وذلك ببيعك لوحاتك الفنية التي تذر عليك الملايين من الدولارات .. فأين نصيب الدولة أيها الهارب من الضريبة ؟؟ !!
- قال الثاني ؛ أنا من مصلحة الرخص و تهمتك أنك لم تدلي لمصلحتنا المحترمة الوثائق و الشهادات بما يفيد أنك رسام .. إذ نراك إلا متهما بتعريض المواطنين لخطر مشاهدة لوحاتك الفنية التي تفتقر لترخيصنا المحترم ..
- قال الثالث ؛ أما أنا فمن وزارة الداخلية و تهمتك أنك تُفرط في الحلم بالمستقبل الاخضر اليانع المزهر .. إذ أن إفراطك في الأحلام قد عطّل أجهزتنا الراصدة للأحلام .. و ها قد وجدناك متلبسا بتهمتك اللوحة هته التي يكثر فيها اللون الاخضر .
- فإستدار عبد الله إلى الباقية المقتحمة المزهوة ببزات عسكرية بين أخضر غامق و أصفر و آخر أزرق تابع لشرطة .. فقال لهم ؛ أليس لديكم تهم ضدي ؟؟ فأجابوه بصوت واحد ليس لدينا تهم لك .. و إنما نحن هنا من أجل تزيين معصميك بأصاور فضية باردة و سنقلك معنا مجانا في سيارة مزينة بألوان متلألئة و مجهزة بزغاريد فرحا بسيادتك ..
بقلم // عادل إيموتيڤو ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق