الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

هل كان الشاعر مصطفى الحاج حسبن

هل كان ؟! ...

                  شعر : مصطفى الحاج حسين .

هل كانَ عُمري لِي

أم كنتُ أحيا من دونِهِ ؟!

وهل كنتُ أملِكُ

من حياتي سوى موتي ؟!

كَمْ كنتُ أحتاجُ إلى جسدي

وأنادِيهِ فلا ألقاهُ

أفتِّشُ عن قلبي

في رمادِ الحنينِ

وأبحثُ عن دمي

في نزيفِ الرُّوحِ

أنا عُشتُ من دونِ

أن أكونَ

ما وجَدتُني أحضُنُ صوتي

وأغفو

على همساتِ الأصابعِ

ولا بَلَّلَ النَّدى ناري

كنتُ أحمِلُ أحجارَ مَرارتي

لِأُشَيَّدَ مِنها قصيدتي

وكانَ الظَّلامُ يداهِمُ

نوافِذي العمياءَ

لم أحظَ بافرححَةِ

إلَّا وتناثرتْ على أرصِفَةِ

البُكَاءِ

لَمْ أَتَلَمَّسْ دربي

إلَّا وَتَآكَلَتْ الجهات

والقُبلَةُ

وَقَفَتْ على بابي

ثُمَّ تَكَسَّرتْ عندَ العَتَبَةِ

لا الحبُّ ينساني

ولا أنا أطالُهُ

فكم موتاً أنا عَرَفتُ

وذاقَ مِنِّي طَعمَ أحلامي

الحُرمانُ كانَ يُعَرِّشُ

في سمائي

الجوعُ كانَ يَسكِنُ

خطواتي

والغُربةُ كانت عُنواني

بلا وطنٍ صارَ وطني

وبلا عماراتٍ أمسَتْ مَدِينتي

وبلا شعبٍ

ظَلَّ الخرابُ يَنمُو *

                         مصطفى الحاج حسين .
                                  إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق