الخميس، 27 سبتمبر 2018

التربية والتنمية الشاعر د.المفرجي الحسيني

التـــــربية والتــــنمية
--------------------------
تلعب التربية دورا فاعلاً وحيوياً في التنمية والاقتصاد، ان التربية هي التنمية بكل ابعادها البشرية والاقتصادية. والتنمية هي باب الحضارة التكنلوجية والعلمية. والانسان هو محور ذلك كله وسيلةً وغاية.
ان التربية بذلك لا تخرج كونها نشاطاً اجتماعياً شاملاً يسعى الى اعداد الانسان الجديد، الانسان الذي يعيش في عالم التغير السريع.
والتنمية: عملية تغير مقصودة تقوم بها سياسات محددة وتشرف على تنظيرها مؤسسات مسؤولة تستهدف ادخال نظم جديدة او احلال قوى اجتماعية مكان القوى الاجتماعية القديمة، او اعادة توجيهها وتنسيقها بطريقة جديدة وتهيئة الظروف المتعددة لهذا الجانب من التغير الاجتماعي الذي يطلق عليه (التنمية).
التنمية اذن هي الجهود المنظمة التي تبذل وفق تخطيط مرسوم للتنسيق بين الامكانات البشرية والمادية المتاحة في وسط اجتماعي معين، بقصد تحقيق مستويات دخل للدولة عالية ومستويات دخل فردية ومستويات معيشة جيدة وحياة اجتماعية مرفهة في نواحيها المختلفة، تعليم، صحة، اسرة، وشباب.
لقد نظرت الدول في مراحل البناء والتطوير والنظم الاجتماعية الى التعليم بوصفه قوة من القوى الفاعلة في عمليات التنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي، وذلك ان الاستثمار في التعليم انما هو استثمار اقتصادي يدفع ويطور عملية الانتاج. وتزداد على ذلك الاهداف غير الاقتصادية التي يحققها التعليم في حياة الافراد وفي حياة المجتمعات، مثل الاهداف الانسانية العامة، لذلك ان عملية التعليم تعد عملية استثمار اقتصادي في الموارد البشرية لها اهميتها في مجالات تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذلك كان من الاهمية المراجعة المستمرة لمناهج التعليم.
ولعل العلاقة بين التربية والتنمية تتوضح في مجال الصناعة، وبذلك تصبح الرغبة في الارتفاع بمستوى اعداد القاعدة البشرية تتجه نحو التربية لتلعب دورها الاكثر اهمية في اي مجال اخر في خلق الانسان المنتج الذي يتناسب وطموحات الدولة. ولهذا علينا ان نركز في العملية التربوية على اهمية غرس اهمية الانسان وضرورة المشاركة في بناء المجتمع. ان هذا التوجه التربوي يتطلب قبل كل شئ تتبع وتفحص الاسباب المؤدية الى الارتفاع بالقاعدة البشرية كماً ونوعاً، وتوجيهها الوجهة المناسبة لما يتميز به العصر من اقبال منقطع النظير نحو التعامل مع التقنيات في جميع المرافق الحياتية لانتشارها انتشاراً واسعاً شمل شرائح المجتمع المختلفة بأكملها .لذلك يعتبر التعليم من مستلزمات التنمية الاقتصادية والاجتماعية نتيجة للتقدم الفكري للإنسان عن طريق الدراسة والموازنة. ولما كان التخطيط ينظر للتعليم على انه استثمار لا ينتظر عائده الا بعد سنوات عدة، فقد نظر الناس اليه على انه استثمار اقتصادي طويل الأجل.
ومن المعروف ان الدخل الاجتماعي للتربية يؤكد على:
1. الفرد ليس مستقلاً عن الوسط الاجتماعي.
2. الفرد في مجتمعه ما هو الا جزء من كل اجتماعي.
3. ان الشخصية البشرية للفرد تسهم في تشكيل هذه الثقافة المكونة من اجيال المجتمع المتعاقبة.
وبهذا يتبين ان التنمية ليست مجرد مشروعات بل هي الى جانب ذلك ، وعي ثقافي عام واحساس بقيمة المواطنة.
*******************
د. المفرجي الحسيني
25/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق