السبت، 29 سبتمبر 2018

نحو حياة أفضل الشاعر ايمن غنيم

نحو حياة أفضل
لحياة زوجية أفضل . ج. 2
سلسلة للكاتب أيمن غنيم

ونعود مجددا إلي تكملة ماسبق من الأسباب التي تهدد بل وتعصف بتماسك الاسرة وانهيار جدران الحياة الزوجية .
7-الاجتياح العاطفي والركود الانفعالي داخل الاسرة . حين يمتلك الزوج زوجته وتشعر الزوجة بأنها تغلغلت بداخل أحشائه ساعتها يشعر كلاهما بالركود الانفعالي . وتطمس دوافعه وتتهالك كلماته وتموت دلالته ويقبع كلاهما في المهام التي خصصت لهم . وفقط وتختزل معاني الحب وكلامات الغرام في تلك الأدوار الذي يقوم بها كل منهما تجاه الأخر . حتي تتصدع مشاعرهم وتتأهب للانعزالية وتختفي كلمات الحب وتعابيره من قاموس تعاملهم . وتبقي لغة العمومية هي اللغة السائدة في الانتقالية من يوم إلي آخر دون دافع أو إصرار علي دمج تبعات الحياة  في حنايا العاطفة و الانطلاقة نحو الرقي حيث يتعايشون الحياة برتابة الواقع ودون أدني تجمل أو بريق ينير أركان البيت الخامل مابين أب راح ينتحر عملا لتوفير سبل الراحة والاطمئنان ظنا منه أنه يبلي بلاءا حسنا وأم راحت تنسي أنوثتها بين أواني الطهي ونداءات صرخات أطفالها . ويمعن كل في دوره دون اللقاء الروحاني أو التجانس الفكري الذي يقرب المسافات بينهم . وتبعدهم تلك المسافات رويدا رويدا عن بعضهم البعض . ويبحث كل منهم عن ماضي وردي يعوضهم ذاك الشقاق أو أساليب ترفيهية قد تبدو هكذا  في عدادها الأول إلا أنها تصير عادة وتتحول إلي جريمة في حق الذات . وهو الخنوع إلي العالم الافتراضي ويصبح عالمهم الواقعي . وتصبح رسائل الفيس وكلمات الواتس التي يتبادلونها في عرض الثقافات المفتوحة هي كيان عاطفي كامل . ويستبين لكلاهما الحياة الوردية والخروج من خلالها من الوادي السحيق لعش الزوجية والذي يخالونه مقبرة العواطف والمشاعر التي كانوا يرتسمونها في مرحلة ماقبل الزواج ثم اغتيلت مشاعرهم وانتهكت عواطفهم في الانطلاقة إلي الأصوب . ويخال كل منهما أنه يحرك تلك المياه الراكدة التي اجهضت روح الإنطلاقة إلي الحياة العاطفية وتشخيصها كل حسب حاجته . وتنتحر بداخلهم الضمير الاخلاقي تجاه بعضهم البعض . ويصبح ما يجمعهم وفقط رباط ووثيقة الزواج وفقط . دون أدني حاجة لاستيعاب بعضهم البعض . أو حتي غزو عالم إحداهما للآخر . ويتأهبون لواقع مفلس من عاطفة من انتماء من مشاعر . ظنا منهم أن هناك بدائل لتلك المشاعر في تبادل مفردات الاعجاب أو حتي التعبير الخارق لحدود الحياء من خلال عوالمهم الافتراضية . أو التعلق بنجم من نجوم السينما  ومطربات الطرب ونجوم وأبطال المسلسلات التركية ويجنح كل من الشركين إلي خيالاته والتي تجتاح كل ربوع أفكارهم . ومن هنا تكون الجريمة التي لا يعلنها .والخيانة التي لا يعترف بها لان كل منهم تحول إلي جثة هامدة مع بعضهم البعض .وراحوا يداعبون خيالاتهم وينتهكون الروحانيات التي بينهم كل بطريقته .ويمتثلون لمرضي فكرهم المريض وساعتها يتبدلون ملامحمهم بتلك التي يعشقونها . ويتبدلون عوالمهم بتلك التي بتعايشونها . ومن هنا يأتي النفور وترتسم الكراهية كفقاقيع علي رواسب فكرهم . وينتطر كلاهما تلك اللحظة التي لا تجمعهما . ويجنح كلاهما إلي الهروب من واقع إلي خيالاتهم المريضة . من هنا يأتي الانفصامية  وتتأهب نوازعهم إلي إحساس الانتقامية . ويصبح الطلاق هو الفكر المشروع الذي يحفظ ماء وجه الآخر .
بقلم أيمن غنيم

هناك تعليقان (2):

  1. الله ينور موضوع فى غايه الاهمية احسنتم
    كاتبنا المتالق بالتوفيق والى الامام دائما تسلم
    يمينك....تحياتى

    ردحذف
  2. الله ينور موضوع فى غايه الاهمية احسنتم
    كاتبنا المتالق بالتوفيق والى الامام دائما تسلم
    يمينك....تحياتى

    ردحذف