الأحد، 1 يوليو 2018

سيعلمك أبي كيف تطير الشاعر د.المنجي المصمودي

من وحي الصورة
           
  سَيُعَلِّمُكَ
أَبِي كَيْفَ تَطِيرْ

بُنَيَّةٌ صَغِيرَةْ تُدْعَى عَبِيرْ
ابْتِسَامَتُهَا بَرَاءَةٌ تُنِيرْ
شَعْرُهَا نَاعِمٌ كَالْحَرِيرْ
كَلاَمُهَا لِلْإِعْجَابِ مُثِيرْ
تُحِبُّ الْحَيَوانَاتِ عُمُومًا
وَخَاصَّةً مَا يَسْبَحُ وَيَطِيرْ

ذَاتَ يَوْمٍ الْتقَتْ بِحَيَوَانٍ
أَقْرَبَ مِنْهُ إِلَى الْعَصَافِيرْ
اسْتَغْرَبَتْ أَمْرَهُ حِينَ حَاوَلَ
فَعَزَّ عَلَيْهِ أَنْ يَرْتَفِعَ وَ يَطِيرْ
فَإِذَا بِهِ يُوَاصِلُ سَيْرَهُ مُتَرَنِّحًا
كَأنَّهُ تَحْتَ فِعْلِ التَّخْذِيرْ

اقْتَرَبْ  الحَيَوانُ مِنْ عَبِيرْ
كَأَنَّهُ  سَيَسْأَلُ أَوْ يَسْتَشِيرْ
ارْتَاحَ لِبَشَاشَتِهَا وَتِرْحَابِهَا
كَانَ لِحَفَاوَتِهَا يُومِأُ وَ يُشِيرْ

قَالَتْ مَرْحَبًا مِنْ أَيَّ فَصِيلٍ
أَنْتَ أَتَكُونُ طَائِرًا لاَ يَطِير
أَحَلَّ بِكَ مَكْرُوهٌ أَوْ خُلِقْتَ
هَكَذَا طَائِرًا بِجَنَاحٍ قَصِيرْ
أَنَا هُوَ  البِطْرِيقُ الصَّغِيرٍ
مَا قُلْتْ الْبِطْرِيقْ مَا أَحْلاَهُ
مِنْ اسْمٍ كَمْ هُوَ فِعْلاً  مُثِيرْ

أنْزِفُ شَوْقًا إلَى الأَجْواءِ
لَكِنْ هَيْهَاتَ لاَ لَنْ أَطِيرْ
فِي  الْبَحْرِ أَقْوَى  خَبِيرْ
ثُمَّ أدْمَعَ فَقَالَتْ لَهُ عَبِيرٍ
كَفْكِفْ دَمْعَكَ أَيُّهَا الأَمِيرْ
أتَرْبِطُ الطَّيَرانَ بالْمَصِيرْ
الأَمْرُ لَيْسَ أَبَدًا بِالْخَطِيرْ
حَسْبُكَ أَنْتَ عَوَّامٌ خَبِيرْ
بَلْ أَنْتَ بالأَوْسِمَةِ جَدِيرْ

أَتَعْرِفُنِي صَدِيقِي مِنْ أَكُونْ
أَعْرِفُكِ أَجَلْ أَنْتِ عَبِيرْ
أَنَا إِذَا اسْتُشِرْتُ لاَ أَحِيرْ
أَسْتَدْعِيكَ يَوْمًا عِنْدَ أَبَتِي
هُوَ فِي عِلمِ الطُّيُورِ خَبِيرْ
عَلِّمْنِي أَنْتَ السِّبَاحَةَ
بَعْدَ ذَلِكَ ابْتَسَمَتْ عَبِيرْ
سَيُعَلِّمُكَ أَبِي كَيْفَ تَطِيرْ

    المنجي المصمودي
        01-07-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق