الثلاثاء، 31 يوليو 2018

همس الليل بقلم د.منحي المصمودي

هَمْسُ اللَّيْل.
            💧💧

اللَّيْلُ أَسْدَلَ سَتائِرَهُ
طُيُورُ اللَّيْلِ هَاجَمَتْتِي
أَسْرابًا أَسْرابًا مِنَ
الْقِمَمْ
شَمْعَتِي تُعَانِي الهُزَالَ
وَ السَّقَمْ
تُحَاوِلُ الإِضَاءَةَ مَا اسْتَطاعَتْ
حَطَبُ المِدْفَأَةِ احْتَرَقَ حَتَّى أُخْمِدَتْ
أَنْفَاسُهُ دُونَ رِجْعَةْ
مِنَ الرَّمَادِ مَا
سَلِمْ
قَهْوَتِي رفِيقَةُ دَرْبِي
أَخْرَسَهَا الصَّقِيعُ
رَائِحَتُهَا لَمْ أَعُدْ
أَشْتَمّْ
وِسَادَتِي تَنَكَّرَتْ لِي
تَوَاطَأَ مَعَهَا
القَلَمْ
قَلْبِي يَنْزِفُ شَوْقًا
حَتَّى الأَلَمْ
صَمْتٌ رَهِيبٌ يَسُودُ
وَالْعَدَمْ

صَامِتٌ أَنَا
لَمْ أَعْتَدْ مِثْلَ هَذَا الصَّمْتِ
فِي الْقِدَمْ
أَجِدُنِي  تَائِهًا كَأَخْرَسَ
أَصَمّْ
كَصَنَمٍ أَوْ كشِبْهِ
صَنَمْ

كُنْتُ صَاَمِتًا وَلاَ بِنْتُ
شَفَةْ
كُنْتُ جَامدًا دُونَ
حَرَكَةْ
طَالَ الصَّمْتُ حَتَّى
كِدْتُ أَخْتَنِقْ كَجَنِينٍ
لَفَّ حَوْلَهُ الحَبْلُ
فِي الرَّحِمْ

الصَّمْتُ لَمْ يُجْدِ
مَاالعَمَلْ
تَصَالَحْتُ مَعَ دَفَاتِرِي
خَوَاطِرِي
وَالقَلَمْ
وَبَدَأْتُ أَخُطُّ
أَشْعَارًا
حَاوَلْتُ أَنْ لاَ تَكُونَ مُجَرَّدَ
أَشْجَانٍ
حَاوَلْتُ أَنْ أَتَفَاءَلَ
وَأَبْتَسِمْ
لَكِنْ هَيْهَاتَ لاَ الخَوَاطِرُ
طَاوَعَتْنِي
كَادَتْ تَخْنِقُنِي
الْكَلِمَاتُ
وَلاَ طَاوَعَنِي
الْقَلَمْ
هَمَسَ الحَنِينُ
جَاءَتْنِي ذكْرَاهَا
قَطَعَ طَيْفُهَا أَجْنِحَةَ
الْعَتَمْ
حَاوَلْتُ تَصَيُّدَهُ فاسْتَحَالَ
إِلَى عَدَمْ

سَالَتْ أَدْمُعِى مِنَ الْمَآقِي
هَوَامِلَ
أَتَتْ عَلَى الوسَادَهِ والحِبْرِ
وَعِطْرِهَا وَمَا خَطَّ
الْقَلَمْ
لَكِنْ سُرْعَانَ مَا تَحَجَّرَتْ
كَالرَّدَمْ
واخْتَنَقَ القَلْبُ
بِخَوَاطِرهِ بِكَلِمَاتِهِ
بِهَمَسَاتِه بِبَوْحِه وازْدادَ
النَّزْفُ عَبْرَ الْوَتِينِ وزَادَ
الأَْلَمْ.

ودَارَتِ الأَيَّامْ
وَمَرَّتْ أَيَّامٌ
فِيهَا وِصَالْ
وَأَلَمْ
وَهَا أَناَ حَسْبَ
الوَعْدِ هَهُنَا
أَسْأَلُكِ سُؤَالاً لاَ
سُؤَالَ سِوَاهْ
إذا خَيَّرْتُكِ مَاذَا تَخْتَارِينْ
تُنَقِّحِينَ دُسْتُور كِبْرِيَائِكِ
وَ تَرْفَعِينِي إِلَى أَعْلَى
هَرَمْ
أْوْ تُلْقِينَ بِي إِلَى
عَدَمْ.

                  بِ✍️
      د/ منجي مصمودي
          31-07-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق