الأحد، 29 يوليو 2018

أنثى السنابل الشاعر وليد ع العايش

- أنثى السنابل -
--------------
لا تكتبي عصفَ الرسائل
فقد أصابتني برصاصها
وريقاتٌ خرساءَ
ما عساي أفعلُ بها
شتى الكلام يبكي
كما دويّ القنابل
عندما تذرفينهُ
على ورقِ الرحائل 
يا سيدةَ الكون وهذا, وهذا
القلبُ الطريّ
كغُصنٍ صغيرٍ , يستفزّهُ
طائرُ شوكٍ , كالحرير
لا تكتبي أكثر
فإنّها لن تنفعَ في سكوني
مهما تعددت الوسائل , والرسائل
أيتُّها الغجريّة لا تنتشي
بدمعٍ يحترقُ على مهلٍ
تألفهُ كلّ المُقل
ألمْ يُخبرْكِ الحَجلْ
بأنَّ نشوة الأنثى
إنْ جاءتْ بغتةً
ترحلُ بلا أيِّ أمل 
لا تُكثري نثر السنابل
ففي كل سنبلةٍ
ألفُ ألف آهٍ ؛ وآه
وزاهدٌ بالحبِّ لايدري
أينَ مُبتداهُ ؛ ومُنتهاه 
فأنتِ مَنْ زرعَ الفؤاد
بعدما غادرتهُ
بأشرعةِ الرحيلِ , سُعادُ 
فأشعلتِ نيرانكِ ؛ بِمُقلتيهْ
كيفَ نسيتِ ؛ أو تناسيتِ
حرارةَ ثغرهِ ؛ وعواصف شفتيهْ
كيفَ تكسّرتْ في ديارك
وفي حُجْرِكِ الغافي؛ ذراعيهْ
وأنتِ مَنْ كنتِ يوماً
ترشفينَ قهوتهُ صباحاً
وتعودي مساءً  ...
أخبريهِ كمْ نجوتِ
من حربِ عينيهْ 
ومن سريرهِ المُترع بالكؤوس
مَنْ تُراهُ علّمكِ
كيفَ تبتاعي من سوقِ النخاسةِ 
شتى آلاف الرؤوس ...
أُتراكِ رميتِ خلفكِ
كلّ أنواع القوافي والدروسْ
وبتِّ الآنَ تكتفينَ
ببعضِ روايات الكُتبْ
وما تُخفيهِ أوراقُ الرسائل  ...
بالأمسِ , أخبرتُ ساعي البريد
ذو البذّة الحمراء
وفي هذا الصباح
أنْ يصطحب معهُ
بطاقة شُكرٍ 
تمتطي ثغرَ المناجل  ...
فقدْ أحرقتُ ماكانَ يحتسي
منْ وريقاتٍ ...
أودعتُها بينَ نهودِ العابراتْ
كتبتُ ( بِأني لمْ أمتطي صهيلَ العاهرات )
أو بقايا همْسٍ سَافرٍ
أُتراكِ رميتِ الآنَ منديلكِ الأبيض !!! ...
ماذا يقولُ ذلك المنديلُ , لا ترميهِ , لا ترميهِ ...
فقدْ انزويتُ بعد أنْ هاجرَ ساعي البريد 
كما فعلتِ ذاتَ يومٍ
بينَ هدهدة السنابلْ  ... وبقايا دمعٍ منْ زُحْل ...
---------------
وليد.ع.العايش
٢٨/٧/٢٠١٨م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق