نحن جميعا ابناء قاتل
ماجد كاظم علي
العيون التي تعرف
الوجوه التي كنت ترى
كل يوم
مثل الة صماء لاحياة فيها
زحف عليها الصدأ
غطاها تراب النسيان
الجسد الميت الذي لاحراك فيه
لانه لاينبض بالحياة
الفجر الذي لم يكن
يوما بهذا الشحوب
الغروب الذي كنت تعشق
الصباحات الدامية التي
أخذت تفتقد الاحبة فيها
واحدا بعد الاخر
العصافير التي تساقطت تحت قدميك
وهي تسبح بدمها القاني
ان تفر من جسدك مرات عدة
انت في كامل حيويتك
لكنك فقت شجاعتك
التي تحولت الى قمامة
تنتظر عودة عود شخاط ان يقتب منها
لتزفر رائحتها في الفضاء
تكون منذورا للاخرين
هذه احد اسباب العيش
اما تضع نفسك في قفص
تموت قبل الاوان
فلا قفص فارغ
في هذه الايام
لقد امتلأت الاقفاص
تهرأت اجساد الموجودين فيها
امام لعبة الشر
لاني لم ازرع الورد
في اعماقك
سكنت رائحتها
تحولت الى دثار
سميك
اخلع قلبك
القي دثارك
العن زمنك
اصرخ—ازعق
بمن حولك
لعل البعض يستفيق
يكسر جدران قفصه
يد واحدة تصفق
ولكن يدين تصفقان اكثر
الحياة تبدأ بصوت
مثلما ابتدأت الانسانية بشخص
والطريق بفكر
والحرية بصرخة
المسألة هي
نكون او لانكون
النزيف كثير
لكن الجروح تستطيع
ان تكتم اصواتها
مثلما تكتم الرصاصة صوت عال
لافرق بين الاثنين
لان الرصاصة هي الرصاصة
والهدف الجسد
أي جسد كان
لكنها لاتبحث عن الجسد الضعيف
لان متاعه القي على الارض
منذ زمن طويل
وقد اختار الموت في الحياة
ففي الحياة
الاحياء الاحياء
والاحياء الاموات
والاموات الاموات
اما الجسد القوي
فهو هدف الرصاصة
لانه عاش واقفا
ويموت واقفا
في كل زمان ومكان
هذه سنة الحياة
ومنذ ان خلق الله ادم وحواء
وثم قابيل وهابيل
الموت هو الموت
القتل هو القتل
ونحن جميعا ابناء قاتل
لذلك تعلمنا القتل منه
-----
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق