الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

في مسألة الجمال الشاعر د.فارس الحاج جمعه

"في مسألة... الجمال"!.
تدهشني عبارة" ديكنز" على لسان بطله المنكود الطالع" كارلتون" في روايته الشهيرة".. "قصة مدينتين":" من جعل المحكمة قاضياً... في مسألة الجمال"!.
لايوجد قانون يحكم الجمال...
"الموجود.. الذي لايبقى" !.
"فاغنر" يرى أن الجمال... هو الظل الحقيقي للفن.
التمثيل السلبي لإشياء لايمكن رؤيتها!.
قد يكون.. امرأة فاتنة.. لوحة جدرانية باذخة... حلم موشك البزوغ.. مرآة الطبيعة في أروقة الفصول.
يراه البعض.. النشوة اللامتناهية.
قصيدة... اكتمل وزنها.
لكن من هو الأجمل... الشعر أم الكلمات!.
هل هو رغبات عاطلة... لسوء فهم داخلي.
اوهو كل تلك الأضداد دفعة واحدة.
"بودلير" يقول أن الجمال يشعرنا بالفرح والحزن في الوقت ذاته!.
ربما... الم ينحت "براكزبتيل" أعظم نحاتي الإغريق.. المومس الحسناء.. ويجعلها انموذجا لتمثال "فينوس" آلهة الجمال!.
لندع الجمال يقول نفسه.. في "احتباسات الفن" في "مكابدة الحب"  في "موسيقا الكلمات" في "الرؤى الطفولية العمياء" في "صمت العيون الغائمة"!.
" لابيتنز" يراه في المعرفة الحسبة للأشياء.. بينما يراه "كانط".. الشعور الذاتي بالألم واللذة!.
مانراه جميلا.. قد يراه البعض قبيحا.
وماهو جميل اليوم قد يمسي بشعا غداً!.
" ساجور" المفكر الفرنسي يرى "بأن البشاعة أقوى من الجمال دوماً... لأنها الأبقى"!!.
أليس الكثير من الحلي المزيفة أكثر جمالا من الحلي الأصلية!.
برأيي لايخضع الجمال لمعيار قياسي أو لمسطرة أو لكفتي ميزان.. مثلاً "شقائق النعمان المهملة في زحمة الرقص". "الورود الذابلة على شرفة مهدمة".. ابتسامة مغتصبة على شفاه متشققة... باب خشبي تنفذ من شقوقه خيوط الضوء!.
ألم يوحي المقعد القشي المتهالك ل"غوغ" برسم أجمل لوحاته الباهظة الكلفة.
أليس الثوب الممزق الأطراف على حسناء بائسة.. أجمل بكثير من الثوب الأنيق على امرأة متصابية..
فأيهما أجمل المرأة... أم ثوبها!.
"لوتريك".. كان يرسم "خاطئات" علب الليل في "الببغال"  في باريس.. عاريات إلا من ثيابهن!!.
"رامبرنت" كان يبحث عن الصورة الداخلية للوجوه..
فليس الجمال.. امرأة عارية مستلقية على وسائد الحلم.. أوفتاة خارجة عن المعقول!.
تبقى الموسيقا هي الجمال الحقيقي... لأنها لاتصاب بالتجاعيد!!.
على أية حال.. يبقى الجمال لوحة لاإطار لها.. وجه.. فوق التصور.. وتبقى "القيمة" هي الغاية القصوى التي يسعى إليها "الجمال".. بكل لغاته!!!.
بقلم د. فارس الحاج جمعة
حقوق النشر محفوظة للكاتب ولجريدة الثورة.

ً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق