الجمعة، 28 سبتمبر 2018

زنابق الماء الشاعر د.إحسان الخوري

زنابقُ الماءِ ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري

الساعة الرابعة من الليل وأنا أنتظركِ ..
أنتِ مليئةٌ بالجمال ..
بلّورية ولستِ من الخُرافات ..
هل تتغذِّين من رحيق الورود ..!
عيناكِ تفترسان النمور ..
هما حديقةٌ وحشيّة ..
فستانكِ لوني المُفضَّل ..
ويبدو أنه صُنِع من البنفسجات ..
ألحان أغنيتكِ المُفضّلة لازالت ببالي ..
جدرانُ غرفتي تعبق برائحتك ..
وكم أنا محتاجٌ لهذه الرائحة المُقدَّسة ..
أعماقي تتلمَّس متاهة أنفاسكِ ..
وهل يجب أن أتوقَّف عن هذا الوهم ...
سيدتي إسمحي لي ..
كي أفكِّر فيكِ بطريقتي الجميلة ..
مثل لحن لايُنسى ..
مثل فراشة مُلوَّنة ..
أو كمثل زهرة جرف مُطِلّ على البحر ...
أيتها الرُّوح الجميلة ...
روحي تصرخ إليكِ ..
أنا تعبتُ من صرخات الرّوح ..
وكيف سأتجاوز صرخاتها المُرعِبة ..
هل أمارسُ فعل الصلاة ..!
أم أمتهنُ السحر والشعوذات ...
هل تتذكّرين يوم أحببتك ..
ربما لم أكن يوم وُلِدَت الارض ..
ولكنني كُنت يومها أُولَدُ من جديد ..
كنتُ أحلَمُ ببعض الممرَّات الطويلة ..
وأدري أنها الطريق الى فؤادكِ ..
كنتُ أشتهي أن ألمسَ بيدي وجهكِ ..
أتأمل عينيكِ ..
أتعلمينَ ..
هي كل يوم تَذبحني ..
وأنا مُحتاجٌ لِدَفعِ عشرات القبلات ...
سيدتي ..
ماذا فعلتِ لليلتي المليئة بالنجوم ..
هل أغلقتِ أبواب فؤادكِ ..
كيف لكِ أن تجعلي رجلاً مثلي على النار ..
فأنا أحترقُ ككومة القشِّ اليابسة ..
وماذا أفعلُ بتلك القبلات التي تَنتظِر ..
ساعاتُ العِناقِ أتذكّرها ..
هل آخذ روحي وأهربُ ..
أم أتركها وراء عاصفة الماضي ...
تلك الوسادة تُناديني ..
قد ملأها الغبار ..
غرفتنا فوضويةٌ وباردة ..
أتدرين ..
شالك لازال هناك ..
وفؤادي يضطربُ كل ليلة ..
عيناي تغرَقُ وتغرَقُ ..
أتوهَّمكِ في خيال الفراغ ..
وأرجو ألا تسقط السماء ..
وأن تشرق الشمس من الظلام ..
طبعاً يا سيدتي إنني أُهلوِسُ ...
لكنْ ..
هل هذا المخاضُ سيكون إلى حينٍ ..
وأشعرُ بَعدهُ بحرارة هَمساتكِ الدافئة..
أنا خائفٌ ..
مثل دموع زنابق الماء ..
متى ستأتي ..؟!
تعالي لكي اصطحبكِ الى ذراعي ..
وأعدك أن أُريكِ الحبَّ الذي لا يموت ..
فأنا أتوقُ كثيراً الى طعم شفتيكِ ..
والى لهيبكِ الحارق ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق