( عِندما تحزن القلوب )
جَلَسَت حَزينَةً ما بَينَها الأزهارُ والنَراجِسُ
وَجهها شاحِبُُ ... وحزنها ظاهِرُُ تَشوبُهُ الوَساوِسُ
والخَميلُ كانَ مِن حَولِها ساكِناً ... أو عَلٌَهُ أخرَسُ
كَأنٌَهُ يُصغي إلى أنينِها ... ويَخنَسُ
والغابُ خاشِعاً ... يُرَتٌِلُ الدُعاء ...
أهزوجَةً تُرفَعُ لِلسَماء
وتَنحَني الزَنابِقُ ... في غُصنِها ... تَلينُ أو رَهبَةً توجِسُ
شاهَدتَها يُظَلٌِلُ وَجهَها الأسى ... والجَبينُ عابِسُ
وتَعكُسُ النَراجِسُ لَونَها في وَجهِها ... أصفَراً لا يُؤنِسُ
يا لَلصَفار ... قَد أشعَلَ في قَلبيَ الحَنين
ولِلضَميرِ في رِقٌَةٍ يُناشِدُ ... أو يَهمسُ
دَنَوتُ مِنها قائِلاً : يا صَباحَ الياسَمين
نَظَرَت نَحوي وَجَفنها مُسدَلُُ ... وتَمتَمَت
لَعَلٌَها رَدٌَت عَلَيٌَ التَحيٌَةَ ... سَألتَها : هَل تَأذَنين
بالقُربِ مِنكِ أجلسُ ؟
لَم تُجِب ... فَجَلَستُ قُربَها ... بِحِكمَتي أستَعين
لا أُظهِرُ رَغبَةً تُلِحٌُ في داخِلي ... ولا أتَحَمٌَسُ
قُلتُ : يا لَرَوعَةِ الأجواء ...فَلَم تُجِب ...
فهالَني إهمالها ... وصَمتها ... يا وَيحَها حينَما تَخرَسُ
كيفَ أُنطِقُها ... لِغَيظِيَ أحبسُ ؟
تابَعتُ في الحَديثِ ... مُغَيٌِراً من وَقعِهِ ... أقولُ يا لَلشَقاء
فالغَدرُ في هذي الحَياة أُصولَهُ تُؤسٌَسُ
رَمَقَت وَجهيَ بِنَظرَةٍ لَعلٌَها تَستَفهِمُ ...
قُلتُ غابَت غادَتي ... مكانَها لا يُعلَمُ
تَهَدٌَجَ صَوتَها ... وبَكَت ... تَستَأنِفُ : وكَذا فارِسي ...
أجَبتها : ما الذي أصابَهُ الفارِسُ ؟
مَسَحَت دَمعَها كَأنٌَما قَد شاقَها التَكَلٌُمُ ...
فُقِدَت آثارهُ ... وأجهَشَت ...
واسَيتها قائِلاً : حالي كَما حالَكِ ... أو رُبٌَما سوادَهُ أقتَمُ
فأشفَقَت لِحالَتي ... حَسِبتُها من فَرطِ إحساسها سَتَلطمُ
لكِنٌَها تَماسَكَت ... وعَلى حالَتي أخَذَت تَستَعلِمُ
صارَحتها ... لَيسَ لي من غادَةُُ ... وأنا أُقسِمُ
قالَت : ... وهَل تَسخَرُ من حالَتي وتَتَهَكٌَمُ ؟
يا لَكَ من فارِسٍ في طَبعِهِ يَظلِمُ
أجَبتها : إنٌَها وَسيلَةُُ بَريئَةُُ... من أجلِكِ ...
فَهَل تَرينَ أنٌَني أجرِمُ ؟؟؟!!!
أُخَفٌِفُ عن قَلبكِ تِلكَ الهُموم ...
فالهَمٌُ في قَلبِكِ أبكَمُ
أطرَقَت ... بِفِكرِها تُسهِمُ
رَمَقَتني فَجأةً ... وهيَ تَكادُ تَبتَسِمُ
قالَت : فارِسُُ طَيٌِبُُ ... كَأنٌَكَ لِلجُروحِ بَلسَمُ
وأشرَقَ وَجهها وأسبَلَت لي جَفنَها
قُلتُ في خاطِري ... وَيحاً لِعَقلي حينَما لِلخِطٌَةِ يَرسمُ
هَل ما أراهُ مِن تَبَدٌُلِ حالِها كَأنٌَهُ الطَلاسِمُ ؟؟؟!!!
تُجيبني أعماقُ نَفسي ... لا تَنشَغِل بِتِلكُمُ التَراجِمُ
رَمَقتها بِنَظرَةٍ ... فَهالَني التَبَسٌُمُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق