بين الأمس ...واليوم :
قد طالَ بُعدكِ عن عَيْنَيَّ يا دارُ
والأهلُ في كلِّ تيهٍ قاهرٍ حاروا
تلاقفتنا همومُ العمرِ تحرمنا
لذاذةَ العيشِ والأحلامُ تنهارُ
ننحو على الزّمنِ القاسي وعِلّتنا
في أُمّةٍ شبّ في أحضانها العارُ
اضرب بسيفكَ هامّ القهر منتشياً
اضربْ لَعَمرُكَ سيفُ الحقّ بتّارُ
لمّا رآنا ذوو الأحقاد خاويةً
صدورنا ما بها عزمٌ وإصرارُ
تدافعوا يقسمون الغُنمَ بينهُمُ
وأُشعِلت في ربوع الأُمّةِ النّارُ
يا موطنَ الشمسِ يا بغداد كيف مضتُ
أمجادنا حين عزَّ الأهلُ والجارُ
نهراكِ كوثر فخرٍ بالإبا جريا
لما شكت من شحيحِ الماء أنهارُ
أيامَ كانت لنا بغدادُ شمس هدىً
منها الزحوفُ وجيشُ الفتحِ جرّارُ
وجانبُ العُرْبِ مرهوبٌ تهيّبَهُ
أهلُ الضّلالِ ورأسُ الظّلمِ مُحتارُ
دارت رحى الحرب تفري الطامعين فما
قرّتْ وفي كبِدِ الأصقاع جبّارُ
ورايةُ الله رفّتْ فوقَ هامهُمُ
جند الفتوح فعزّوا حيثما ساروا
بغدادُ والشّامُ كفّا المجدِ قد بُسِطا
وفيهما قبضةٌ في السّاحِ إعصارُ
لا للذين لها داروا ظهورَهُمُ
وفي بطون الليالي الحمر سُمّارُ
وفي فلسطين جيلٌ الوعد قد نهضوا
أسد اللقاءِ ليوثٌ قطُّ ما خاروا
هيَ الرجولةُ بعضٌ من مناقبهمْ
جادتْ بهم في زمان القهرِ أقدارُ
في الرّوعِ يُبلون لا تُخشى هزيمتُهم
وفي السّلامِ لأرض الطّهرِ عُمّارُ
أرضُ الرسالاتِ والأرواحُ تمهَرُها
في بطنها من سنا التاريخ أسرارُ
جيلٌ يهزّ سلاحَ النّصر ِ فارتقبوا
والنّصرُ يصنعُهُ في السّاحِ أحرارُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق