الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

المطلقة الشاعر عبد الكريم الصوفي

(  المطَلٌَقَة  )

زَوٌَجوها  طِفلَةً  كَسِلعَةٍ  تُنقَلُ

تَرَكَت  ألعابَها  ...في مَنزِلِ أهلِها ... وهيَ تَرحَلُ

رَغٌَبوها  بالزَواج  ...  بالفَساتين كانَت  تُغزَلُ

أساوِرُُ  في المِعصَمِ  ... أكليلُ وردٍٍ  ... باقاتُها القُرُنفُلُ

زَفٌَةُُ   ... زُغرودَةُُ  ... لَيلُُ مَديد يَحفَلُ

عَراضَةُُ شاميٌَةُُ ... دُفوفُها تُضرَبُ  ... والسُيوفُ تَصهَلُ

والضُيوفُ جَيشُُ أتى  ... بَل جَحفَلُ

والجَمعُ  مِثلَ غَزوَةٍ لِلمَغولِ يَحتَفِلُ

وعِندَما هَدَأ الضَجيجُ في الصالَةِ وخَفٌَتِ الأرجُلُ

وحانَ وَقتُ الوَداع غَصٌَةُ  ودُموع  ...

وإحتِضانُ أُمٌِها ... أهلِها  ... والصِحاب ... يا لَها القُبَلُ

ثُمٌَ غابَت فلا حِسٌُُ  ... ولا خَبَرُ   ...

بَيتُُ  حَصين   ... وجِدار ... وتُسدَلُ السَتائِرُ

رَجُلُُ غَريب ... هَل هو الفارِسُ  .... أم  عَلٌَهُ القَضاءُ والقَدَرُ

غابَت عَنِ الغادَةِ  أقمارُها  ...  أحلامُها ...

والفَتى فيهِما ما زالَ يَنتَظِرُ

وأبتَدى في ذِهنِها الصِراع .يَستَعِرُ

قَد شاقَها بَيتُ أهلِها  ...  شاقَها الجِوار

والفَتى  ...  من خَلفِهِ السِتار خِلسَةً لَها يَنظُرُ

والآنَ كَم  على الفِراق  يُقهَرُ

ألعابَها  ... سَريرها ...  دِرجَها. والخِزانَة بالثِيابِ تَعمَرُ

كُتُبُُ  ... أقلامها ... طُموحُُها  لا  يَفتَرُ

أينَ الحُنوٌُ من أمٌِها  ؟ ... أينَ إخوَتِها  ...  وتِلكُمُ الدَفاتِرُ ؟

يا وَيحَها الأيٌَام  والدَمعُ يَنهَمِرُ

صَمتُُ مُريب  ... جَوٌُُ غَريب

وذاكَ الحَبيب  ... رُبٌَما لِنَفسِهِ يَنحَرُ

وزوجُها  رَجُلُُ  بَليد ... أحاطَها بالحَديد

والغيرَةُ  من طَبعِهِ الشَديد

أغلَقَ أبوابَهُ  دونَها ...  أحَداً لا يُريد

ضَيٌَقَ  من حَولِها الحِصار ...

تَمَرٌَدَت  قَمَعَ ثَورَتَها بإقتِدار

يا لَهُ من فارِسٍ جَبٌَار

عادَت لِبَيتِ أهلِها  ... تَحمِلُ بالحضنِ طِفلَتَها

طَلٌَقَها ذلِكَ  الفارِسُ العَنيد ... هو يَغار

والغيرَةُ   نارهُ  والدَمار ...  لا تُؤمِنُ بالنِقاشِ والحِوار

يا وَيحَها  تَحالَفَت ضِدٌَها الأقدار

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق