الخميس، 27 سبتمبر 2018

القلب الجاني الشاعر بشير عبد الماجد بشير

القلبُ الجـاني
****
ما قيمَةُ الشَّـوقِ في عَيْنَيَّ مُتَّقِدٌ
وما بِـكَـفَّـيَّ منهُ غـيرُ حِـرْمـانِ

وما غَـنَـاءُ قـصيـدٍ بِـتُّ أكـتُـبُـهُ
أفْـتَـنُّ فيهِ وأُبْـدي كلَّ إِحْـسَـانِ

ومَن أُخاطبُهُ بالـشِّعر وا أسَـفي
يَقْسو عليَّ ولا يُـصْغـي لألحاني

ويـسْتـَبِدُّ على قـلبي ويَـقْهـَرُهُ
ولا يَــرِقُّ ولا تَـعْـنيـهِ أحْـزاني

وكان قَـبْـلُ إذا غَـنيتُ ذَوَّبَ لي
سِحرَ الوجُـودِ رَحيقاً ثمَّ سَـقَّاني

وكنتُ أرْفُـلُ في أفْـــياءِ جَـنَّـتهِ
وكان يَـغْـمُرُني حُـبَّاً ويَـرعاني

وكان شِـعري على الأيّام يُـعْجبُهُ
وتَـسْتجيبُ لهُ أعْـطافُ نَـشـوانِ

وفـيمَ أُبْـقِي على شـوقٍ يُعَذِّبُني
ومَـنْ تَتوقُ لهُ الأحْــداقُ جـافاني

وفـيمَ أكـتُبُ أشـعــاراً تُـؤرِّقُـني
ومنْ أُخاطِـبُهُ بالـهَـجرِ أضْـنانـي

هِيَ الـمَحَبَّةُ فاسْـتسلمْ لِسَطْوتِها
إنْ نِـلتَ أو لم تنلْ فالأمْرُ سِـيَّانِِ

ولا تُـبـالِ بِـحِرْمانٍ ولا عَـنَــَتٍ
ما دامَ قلبُـكَ مَـعْـموراً بِـتَـحْنانِ

واصْبِرْعلى ظُلمِ مَنْ تهوَى فإنَّ لهُ
قلباً إذا رَقَّ فهْـوَ الواهِبُ الحاني

وقـد رَوَينا حَـديـثَـاً عَـن أوائِـلِـنا
(إنَّ الـمُحِبَّ ومَـنْ في الأسْـر صِنْوان )

هَـــذا يُــكابِـدُ أغْـلالاً تـكَبِّـلـهُ
وذاكَ تَـاْسِــرُهُ في النَّاس عَينـانِ

ما للحبيبِ الَّذي في القلبِ مُحتَـكِمٌ
عندي إذا جـارَ يَوماً غيرُ غُـفراني

لم يَـجْـنِ ذنباً إذا أحْبَـبْتُهُ فَـطَغـى
أو اسـتَبَدَّ .. وقلبي وحْدَهُ الجاني

وما يَـزالُ على حُـبِّي يُـحَرِّضُني
وإن تَـباعَـدَ عنهُ الـخَطْـوُ أدْنـاني

وظَـلَّ يحفَظُ لي شَـوقي ويُلْهِمُني
شِـعْرأً يُعينُ على تَبريح أشْـجاني .

***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( كتاب الوهم )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق