السبت، 1 سبتمبر 2018

النحور الشاعر عبد الزهرة خالد

النحور
———
أقارعُ علنًا
كؤوسَ الصّمت
مترنّحًا بين جدرانِ السّكون
لا شمسٌ في نوافذِ ليلٍ
تنامُ عليها ستائرُ الهمس
ولا على مناضدِ السّهرِ تهجعُ الجفون ،
أميطُ اللّثامَ عن قلمٍ أمام سطورِ شوقٍ
لا تقبلُ الإيجاز
كلّ شيءٍ عندها بإطناب
حتّى تفاصيلُ البسمة
موسوعةٌ في الإحساس
ملامحُ الخوفِ
يكملُ قواميسَ التحسّس
بيني وبين الجسر
ضفّةٌ بلا أرضٍ
تحتنا نهرٌ قاسٍ
يشطرُ اليومَ إلى قسمين
ما أبعدَ خواصرَ الرّصافة
عن أناملِ الكرخ
دارُ العجزةِ مفتوحةٌ لدسائس القمر
الأحياءُ للتوِّ أكملها الحفاة
ما غيّرَ مدينتي قطْ
غيرُ النّحورِ حينما تقبّلُ الخناجر
أمامَ سراجِ الطغاة
الأمهاتُ تصنعُ من نحيبها
( واهلية )* تنثرها
فوقَ رؤوسِ الفرحِ
الرّاقصِ على النّائحات
مناصبُ الغرباء
أخذت باقي المقاعد
وتركتْ للأرضِ دعاة
انشغلوا بترتيبِ المحاريب
لأجلِ الصّلاة
لا  لميتٍ … بل لشكرِ نعمةِ الولاة.
————————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٦ - ٨ - ٢٠١٨

( واهلية )* حلويات تنثر عند الفرح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق