الأحد، 4 مارس 2018

في النقب الحزين بقلم الشاعرة زكية أبو شاويش أم إسلام

في  النَّقب  الحزين ______البحر : الكامل  المقطوع
إني أرى ما لا ترونَ أحبَّتي ___ عمقُ المشاعِرِ أرَّق الأجفانا
أبكي بحرقةِ أدمعٍ ممَّا  أرى ___ كالطِّفلِ  حالَ  فطامِهِ أعيانا
فالظُّلمُ حاقَ بقريةٍ ، فتشتَّتت___ والأُمُّ  قد  فقدت  لها أعوانا
طُِردَت من المأوى بغيرِجريرةٍ___والبُؤسُ حلَّ بقلبِها إذعانى
يا للعدوِّ  وقسوةٍ  فَجَرت  بِهِ ___ تلكَ  الفيافي لن ترى إنسانا
.............
نقبٌ  حزينٌ كالَّذينَ  تشتَّتوا___ والظُلمُ جارَ وما رأوا إخوانا
تلكَ القُرى قدغيَروا أسماءها___ وتبجّحوا في أرضها أزمانا
تلكَ المصائبُ قد تدحرَجَ بعضُها___للأهلِ في وضحِ النَّهارِأهانا
هدمواالبيوتَ بُعيدَ طردٍ وانثنوا___ كعصابةٍ   للشَّرِّ تركبُ جانا
جمعواالشَّبابَ ونكَّلوا بشيوخِها___ من شُبهةٍ قد أرعبواالسَّجّانا
..............
إنَّ العوائلَ لا ترى سَكَناً لها ___ والطَّردُ إن حلَّت بما قد كانا
والجوعُ يفري في الحشا مُتقَلِّداً___سيفَ  المذلَّةِ  فوقَهم ألوانا
أخذوا الرَّضيعَ وأُختَهُ وتحيَّروا___في تركِ من حرقت لها أردانا
تلكَ المشافي  ما  تزالُ بعيدةً ___ والهمُّ  طافَ  بحيِّهم عريانا
حملت أخاها إذ بكى من وحشةٍ___فالأُمُّ في المشفى لحرقٍ شانا
.............
الفكرُ  تاهَ  فلا  مجالَ لعودةٍ ___ والهجرُ من حيٍّ يُذيبُ حنانا
ما  ذنبُ أطفالٍ قست أيَّامُهم ___ من ظُلمِ صهيونٍ برواأحزانا
بالماءِ قد تُلهي الرَضيعَ وقلبُها___من غيرِ قلبٍ  إذ أماتَ أمانا
تدعو بلا صوتٍ فيأباهُ الصَّدى___لا ضاعَ حقٌّ والنَّوى أردانا
يا ربِّ لا تحرم  رضيعاً أُمَّهُ___ واشفِ العليلَ وحرِّرالأوطانا
.............
وصلاةُ ربِّي رحمةٌ لعبادِهِ ___ من  نهرِ  رحمتِهِ  بنا  أروانا
إنَّ الدُّعاءَ لكُلِّ  داءٍ داحِرٌ ___ لا تتركوه لأيِّ  بأسٍ ... جانا
دنيا وليست للخلودِ فقد عدت___ فوقَ  الَّذينَ  تنعَّموا  أزمانا
صلُّواعلى الهادي البشيرِوأمِّلوا___خيراًإذا ضاقت بكم أحيانا
أعدادَ من أجرواالدُّموعَ بمقلةٍ ___والحزنُ كانَ بحيِّهم وسنانا
.............
السَّبت  15  جمادى الآخرة 1439  ه
3  مارس  2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق