السبت، 31 مارس 2018

جرح الوطن للكاتب / حسان يوسف

#جرح_الوطن

ســـوادُ لــيـلٍ عــلـى تـاريـخِـنا وَقَــبَـا
و نـجـمُنا فــي سـمـاءِ الـعـالمينَ خَـبـا

تـغـلـغـلَ الآهُ فـــي أجـسـادِنـا سَـقـمـاً
و الـشرخُ فـي عَـرَبٍ قد ناضَ و التهبا

أضــحـتْ دِمــانـا كـمـاءٍ لا رجــاءَ بــهِ
جـسـرُ الأخــوّةِ أمـسـى بـيـننا خـشـبا

تـصدّع الـرأبُ فـي عـهدِ الـملوكِ فذي
بــلادُنَـا قـبـلَـهم قـــد عـانـقـتْ شُـهـبـا

هــم فـرّقـوا عَـرَبَـاً بــل فـرّقـوا وطـناً




بـعـهـرِهمْ نـقـشـوا فــي قـلـبِنا الـنُّـدبا

و قـطّـعـوا كــلَّ حـبـلٍ فــي أواصِـرِنـا
هـــم أجّــجـوا نـــارَ كــرهٍ بـيـننا لـهـبا

و شـقـشقوا كــلَّ ثــوبٍ فـي عـروبتِنا
فــي عـهد تـيجانِهم بـتنا نـرى الـعجبا

أقصى العروبةِ ينعي العُرْبَ يفضحُهمْ
فـالـحقُّ فـي قـدسِنا مـا زالَ مـغتَصَبا

عـراقُـنـا قـــد تـداعـي مــن جـهـالتِهمْ
دمـــعُ الـشـآمِ عـلـى بـغـدادِنا انـسَـكبا

و تـونـسُ الـعُـرْبِ قــد نـادت مـناجيةً
و غـصـنُ زيـتونةٍ قـد صـاحَ و انـتحبا

فــي مـصـرَ قــد أرّقــوا أهـرامَ عـزّتِها
سَـيْنَاءُ قـد خـلّفوا في جسمها الوصبا

لـبـنانُ يـجـثو عـلـى هــمٍّ عـلى خـطرٍ
بـيـروتُ تـحـملُ فــي طـيّـاتها الـكُـرَبا

عَــدْنٌ و صـنـعاءُ قــد مـالـتْ دعـائمُها
سـعـيـدُنا يَــمَـنٌ أرسَـــو بـــه الـنّـصـبا

سـودانُـنا صــارَ فــي جـزأيـهِ مـنـتهياً
و نِـيْـلُهُ بــاتَ فــي مـجـراهُ مـضـطربا

أحـجـارُ تـدمـرَ تـبكي مـن أسـى زمـنٍ
و الـصّخرُ قـد بـاتَ فـي عـمّانَ مكتئبا

لـيـمـونُ حـيـفا يـنـاجي طُـهـرَ تـربـتنا
و تــمـرُ مـكّـةَ نـاجـى الـكـرمَ و الـعـنبا

جــزائـرُ الـمـجدِ تـبـكي فــي مـغـاربِنا
دمـعـاتُـها بـلّـلـتْ فـــي غـــزّةَ الـهُـدُبـا

وحـــاولـــوا عــبــثــاً إذلالَ شــامـتِـنـا
فــي شـامِـنا ذهـبـتْ أوهـامُـهم سـربا

تـجـمّع الـغـربُ و الأعـرابُ مـقصدُهم
فـكـلّـهم واثـــبٌ كـــي يــذبـحَ الـعَـرَبا

تــوحّـدَ الــغـربُ يـبـغـي خــيـرَ أمّـتِـنا
كـأنّـهـم وجـــدوا فـــي رمـلِـنـا ذهــبـا

و هـاجـمـوا كـــلَّ شـبـرٍ فــي مـرابِـعنا
لِــمْ لا وَ هــمْ قـد رأوا فـي قـلبِنا تَـعبا

فــدمَّــرونــا بــأيـديـنـا بـــــلا تـــعــبٍ
مـن ضـعفِنا رقـصوا فـي ساحِنا طرباً

قــد دنّـسوا طُـهرَ رمـلٍ فـي شـواطئنا
و الـخيرُ مـن بـاطنِ الأوطـانِ قـد نُهِبا

كـرامـةُ الـعُربِ فـي سـاحاتِنا سـقطتْ
مــجـدُ الـعـروبةِ فــي أرجـائِـها صُـلـبا

يــا أيّـهـا الـمـجدُ فـاشفع لـلعروبةِ ذي
أم كـــان تـاريـخنا و الـمـجدُ ذا كـذبـا

حسان يوسف ـ سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق