السبت، 31 مارس 2018

متغيرات وثوابت بقلم الكاتب ثروت مكايد

متغيرات وثوابت
بقلم: ثروت مكايد
لاشيء في الوجود مما خلق الله إلا ويضم ثابتا هو نفسه،  ومتغيرا يجيء كعرض لا ثبات له وأي محاولة لتغيير الثابت في الشيء هي هدم له،  وإزالة فمثلا: أساس وأعمدة البيت الذي تعيش فيه ثابتة كما وضعها المصمم له فإن أردت تغييرها فهذا يعني أن يتغير التصميم وساعتها لا يبقى البيت القديم بينما تغيير لون الجدر داخل البيت فهذا متغير تستدعيه الحاجة والقدرة المالية على التغيير..
والإنسان يحمل من الثوابت ما يفرقه عن بقية الخلق كصورته الظاهرة كما يحمل متغيرات كالفقر والغنى والصحة والمرض بل الحياة والموت فكل هذه متغيرات أي أعراض لا يغير غيابها في الحقيقة الثابتة...
والأمر الهام أن في دنيا القيم كذلك متغيرات وثوابت لكن الاختلاف بين ما سبق الحديث عنه وبين عالم القيم أن في عالم القيم يتحكم الإنسان ويختار بمحض إرادته متغيراته وثوابته،  وفي وسعك أن تعرف حقيقة أي أمة من الأمم أو فرد من الناس من معرفة ثوابته ومتغيراته فهي التي تعطي صورة المرء وحقيقته كما أنها التي تؤهله للمكانة التي يحتلها في الدنيا والآخرة أيضا...
وما تقوم به الدنيا هو عين ما تقوم به الآخرة لدى النظرة المتأنية أما النظرة العجلى فتطيش..
وثوابت القيم ومتغيراتها موضوع هام للغاية بل هي أهم من الحياة نفسها فهل فكرت _ أي قارئي _ في ثوابتك ومتغيراتك أم تراك تعيش كيفما اتفق على حسب الريح ما تودي؟ ..
تلك هي المسألة كما يقول هاملت شكسبير .
                                 تم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق