السبت، 31 مارس 2018

في حياتك رجل بقلم الشاعر د.المنجي المصمودي تونس

فِي حَيَاتِكِ رَجُلٌ🔹

فِي حَيَاتِكِ يا سيِّدَتِي رجُلٌ
مَيَّزَتْكِ بِهِ الأَقْدارْ*
رَجُلٌ أَحَبّكِ بِكُلِّ مَا أُوتِيَ
منْ قُوَّةٍ  بِإِصْرَارْ*
والْيَوْمَ تَجْرُئِينَ عَلَى الشَّكِّ
وَيَحِلُّ الإِعْصَارْ*
وتُصِّرينَ عَلَى الإِفْصَاحِ بِمَا
حَصَلَ بِمَا صَارْ*
تَقُولِينَ إِنَّ جَارَتِكِ رأَتْهُ كَانَ
ذَلِكَ ذَاتَ نَهَارْ*
صُحْبَةَ فَتَاةٍ فِي ركْنٍ مُنْزَوِي
بَعِيدًا عَنِ الأَنْظَارْ*
فَهَاتَفْتَهِ غَاضِبَةً وغَادَرْتِ
لِتَوِّكِ الدَّارْ*
أَخْطَأْتِ سَيَّدَتِي كَانَ عَلَيْكِ
أنْ تَتَأَكَّدِي مِنَ الأَخْبَارْ*
جَمِيلٌ أنْ تَغَارِي لَكِنْ وَجَبَ
عَلَيْكِ الإِنْتِظارْ*
لمَاذَا تفَارِقِينَ دُونَ تَرَيُّثٍ
أَلَيْسَ هَذَا انْتِحَارْ*
كُنْتِ ضَحِيَّةَ حَسَدٍ والحَسُودُ
مَآلُهُ مَسَدٌ وَنَارْ*
وتُصِرِّينَ عَلَى الْفِرَاقِ حَتَّى
يُقَدِّمَ الأَعْذارْ*
وأَصَابتْكِ مَالاَخُولِيا وحَالَتُكِ
آلَتْ إِلَى انْهِيَارْ*
اضْصَرَبَ النَّبْضُ وأصَابَكِ
هُبُوطٌ وانْحِدَارْ*
ومَا زلْتِ عَلَى مَوْقِفِكِ مصِرَّةً
أَيَّمَا إصْرَارْ*
نَصَحُوكِ بِقَارِئَةِ الكَفِّ وبالطٌَبيبِ
يَاْتِيكِ إِلَى الدٌَارْ*
كلُّ شَيْءٍ حَوْلَكِ أَسْوَدَوشَمْعَتُك
عَلَى وشَكِ الاحْتِضَارْ*
إلاَّ شُمُوعُ الحُزْنِ والتَّاْبينِ فيِ
قَلْبِكِ كَشُعَاعٍ مِنْ نَارْ*
يَنْعَكِسُ عَلَى مُحَيَّاكِ وَعَلَى
وَجْهَكِ بِاسْتِمْرَارْ*
وجَاءَتْ قَارِئَةُ الفِنْجَانْ قَالَتْ
العَيْنُ داخِل وخَارِجَ الدَّارْ*
مَعْشُوقُكِ يَا بُنَيَّتِي شَهْمٌ
مِنْ طِينَةِ الْكِبَارْ*
وجَاءَ خَيْرُ أَطِبَّاءِ الحَيِّ
وَشَخّصَ حَالَةَ انْهِيَارْ*
قَالَ يَا بُنَيَّتي علاَجُكِ كَالاَتِي
وَهَذَا آخِرُ قَرارْ*
رَغِيفُ عِشْقٍ في الصُّبْحِ
وَاللّيْل وفِي وسطِ النّهارْ*
وأَقْداحُ شهْدٍ
وعِطْرٍ وَأَزْهَارْ*
قُبُلاتٌ
هَمَسَاتٌ
باسْتِمْرَارْ*
ارْجَعِي بُنَيّتِي إِلَيْهِ سَرِيعًا
هَذَا هُوَ الْحَلُّ باخْتِصَارْ*
فِي حَيَاتِكِ رَجُلٌ لاَ كالرِّجَالِ
مَيَّزَتْكِ بِهِ الأَقْدَارْ*

الدكتور المنجي المصمودي
صفاقس/تونس
12-03-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق