قصيد: من الخليج إلى الوريد
بقلم الشاعر التونسي محمد أحمدي
ذي تفاحة الوقت نقضمها
على سبيل اﻷلم
بلا رغبة
و لا ندم
فسلام علينا
و على ما تبعثره فينا من ألم
ألم موجع
يسكبنا ملء الفراغ
و ملء العدم
فتجرحنا السنون
لذنوب ارتكبناها
في حق هذا الوطن
وطن مثخن
أضعنا فيه جميع صباحاتنا
و انكسرت على سواحله آمالنا
و صرنا نبكيه بكاء اليتامى
و جدي غريب بهذي بكلام الملوك
و ملوك الكلام غرباء...
بي ألم يا أحباء
"أحوالنا سفلى و تعجبنا
كأنما لا يرى في حالنا الحول
كان الزمان لنا
و النصر كان لنا
و السيف كان بنا يغفو
و يشتعل
كنا تجاوز نجمات السماء
و العدو كان لنا يجثو
و يمتثل" ...
فيا لنا!...و يا لها!...
قدسنا
نهودها
يؤكل في الظلام شهدها
و الحارس قيد خيله
و نام ليله
و ذاك في كآسه
يرشف كاسه
على مهل
و شاعرنا في شعره
يخط آه من خجل
و سيدنا
منذ أن خط استسلاما
و لم يسأل علام
أضحى بأكف العدو غلاما
عدو لئيم
كفه حول الخليج
بعد العراق
فحينا يوزع اﻷلغام
هنا و هناك
و حينا يغذي الفتن...
فتهنا
و تاهت مراكبنا
و تاه الخليج
"و تاهت شعوب
و صاحت دمشق
و أنت عدن"...
بي ألم يا أحباء
بي ألم موجع حد الموت
و في حنجرتي بلبل
يود الغناء
على ضوء القمر...
دعوتك يا!
استفق
فالجرح قد خط في القلب خطط استفق
و ضع فوق الجرح ملحا كاويا
قم و تشظى
لا تسكب عيونك في عيون القمر "لابد من صنعاء و ان طال السفر قم كمارد جبار
و ارتمي حمما
انفض الخوف المعشش في الجدار
فلا عاش سوى
من كان فوق اﻷرض صنما
قم
فلا كان من لم يكن
كالنسر فوق القمم...
#محمد أحمدي#
( تونس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق