في حضرة الذكرى 22/3/2013
قد جَنّ ليلي وغارتْ أنجُمي أرقا
وساءَ بختي إذا ما كوكبي عشِقا
وأدركتْ قمري شمسُ الضحى خجلاً
والليلُ للفجرِ قد أورى وقد سبقا
صاحبتُ وحشَ الفلا مذْ بتُّ مُرتهناً
بصدقِ ظبيٍ قضى دهراً وما صدقا
فرحتُ أسمعُهُ بعد الغداةِ إذا
ما حسنُ منطقهِ قد بانَ أو عبقا
أستتبعُ الخطو إن آثارُهُ خفيت
حتّى أفوزَ برمقٍ منه إن رمقا
أسري إليه وهجدُ الليل يصحبُني
والفجرُ مكبوتٌ ما لاحَ منبثقا
ما غابَ عنّي ولا تاهتْ مراكبُهُ
في بحرِ شوقي، ولا ألفيتُ مُفترقا
ألاحقُ العطرَ فوّاحاً بمئزرهِ
وأقطفُ النورَ من أردانِهِ ألقا
أستلهمُ الشِّعرَ مشدوداً بقافيةٍ
من حسنِ معشرهِ دوماً ولو نزقا
في حضرة الذكرى أو حين أكتبُهُ
يشعشعُ الحرفُ أنداءً ومؤتلقا
إنّي قتيلُ هوىً والقلبُ مُحتضرٌ
والنفسُ أهدتْ إليه الروحَ والرمقا
أُسرُّ منهُ على حبٍّ إذا غضِبَ
ومنهُ أفرحُ إن عادى وإن حنقا
ما كان دمعي قبلَ البينِ يندبُهُ
ولا فؤادي اكتوى حبّاً أو احترقا
لكنّني صابرٌ إن كان مبتهجاً
راضٍ بهجر،ٍ فلا زلفى ولا ملقا
أحببتُ صدّاً تلا وصلاً تـلا ألماً
لأسر قلبٍ هوى، ما رام منعتقا
مازلتُ ألتمسُ البلوى إذا صدرتْ
من فيهِ حيناً، وأهوى البرد والحرقَا
معتّقٌ ألمي في دنّ جارحةٍ
روّتْ إذا افتقدتْهُ العينَ والحدَقا
إن كان ذنبي أنّي في الهوى سمِحٌ
ولا أصونُ دماً إن سال أو هُرِقا
أو كان ذنبي أنّي في الهوى عجِلٌ
ففطرتي هذي خَلْقاً ومُختلَقا
حقيقةٌ حزني.... أحزانُهُ كذِبٌ
قد راح يلبسُها من بعضِ ما رتقا
باتَ الرياءُ سبيلاً في الهوى ومنىً
والرّيبُ أضحى عنواناً ومُنطلقا
ما عدْتُ أصغي إلى العشّاقِ في بلدي
فصوتُهُم في أديم المشتهى نعقا
قرطاسُ حبّي في المجهولِ معتكفٌ
وريشتي تهجرُ الألوانَ والورقا
لو كنتُ أدري أنّ الغدرَ قاتلني
لما تحمّلتُ دونَ المقتل القلقا
أو كــنتُ أدري أنّ الإلفَ خاذلني
لمـا طويــتُ له الـبيداء والطرقـا
د. صالح نجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق