الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

معا نحو عالم أفضل بقلم أيمن غنيم

معا نحو عالم أفضل           
للكاتب أيمن غنيم 

        
   هناك استهلال بسؤال يغيب احيانا عن فكرنا القاصر . وهو ماذا بعد ؟؟؟؟ ماذا بعد أن تحقق كل ماتطمح ؟ وماذا بعد أن تصل إلى قمم المجد ؟ وماذا بعد أن تنال ماتنال من عرض هذه الدنيا ؟ وماذا بعد أن تطمس كل محيطك وتبرز أنت وتكون من علية القوم ؟ وماذا بعد أن تلتهم كل النعم وتتخم بطنك بكل أنواع الشراب ؟ وماذا بعد أن تحلو لك الحياة بكل ألوانها البراقة ؟ بواقعنا.  حققت كل هذا أو ذاك . هب أنك سعيد كل السعادة الغامرة . أما يجئ يوما وتزهد تلك الضحكات الزائفة والتى رسمتها من مخيلتك أنت . أما يأتى يوم وتعود إلى صفرية الحياة.                            
  نعم إن الحياة رحلة ثقلت خطاها أم خفت . تعثرت طرقها أم تيسرت لكن فى النهاية ستسدل الستائر وتخبو فى ظلمة القبر وقتها تحاسب على كل كلمة حاولت المرواغة بها. وكل فعل مشين فعلته. وكل ذنب ارتكبته وكل اعوجاج سلكته .وكل ظلم افتعلته ويبقى لك الوجه الدميم من تلك الحياة التى تعايشتها دون جماح لفكر أو دون تحسب لعقاب أو دون أدنى مراعاة لضمير . وقد مات وماتت معه كل نوازع الخير بداخلك .وتكون كالذى ظل يجرى ولايعرف أين منتهاه .أو  يكون كالذى ارتحل بلا ضالة ولا صاحب .
نعم فقبورنا الملتقى الفعلى وموتنا هو الحقيقة المؤكده التى لا جدال فيها ولا زيف . وماأسرع الأيام والتى معها تتلاشى الأعمار كثلج ذاب وانصهر عند بزوغ الشمس . فيخبو العمر وتبقى الشمس والتى إن نشرنا بيننا  دفئها  عن وعى وتحسب لما شكونا برد الفرقة والانعزالية بيننا .  نعم إن الحياة كقطار زمن تتوقف عند محطات عمرية لتذكرنا بتلك الأعباء التى نتحملها بلاهة وسفها . وتلك الأراء التى تموج بنا فى دائرة الذات . فتخلى عن ذاتك ولا تدعها هى بؤرة اهتماماتك وفقط وتحلى بالصبر والإراده والقوة فى مجابهة تلك العراقيل التى تصطدم بواقعنا.                           

وهيا بنا نجعل الواقع أجمل وأجمل .فالعدول عن الأنانية وحب الذات الذى طفق يحطم كل أواصر الحب والمحبة بين الناس جميعا .حتى الأقربون منهم . وطفق أن يمسخ واقعية الحياة ويلزمها بالجمود والغلظة .وتقوقع كل منا فى محراب أماله وطموحاته .ونسى دوره تجاه ذويه وأهله ومجتمعه ودينية . وكأننا أصبحنا أيتام فى ظل هذه العزلة الفردية وهذا  الزخم الذاتى والعراك الفردى حول الذات وفقط. وأصبحنا بلا عائل وبلا دافع للتعاون ومناصرة بعضنا البعض . الكل يسعى لهدم الأخر وتشويه ملامحه ويدنس معالمه. ظنا منه أن هذا هو دافع النجاح لديه .  إن المجتمع الخامل والغير فاعل فى تبنى قضاياه فهو مجتمع بلا معايير . وتصبح النجاحات فيه زائفة مقيته. لأن النجاح لايولد فى بيئة خامله أو محيط خرب وكيف يتزامن الوعى والرقى مع جهل ومقت وكراهية .        إن معاول النجاح والتقدم قائمة على أننا جميعا يكمل كلانا الأخر . ولسنا بمعزل عن الأخر والأنانية المفرطة تشوه معالم الإرتقاء .لأنها ذات معيار. ضيق خانق وتولد فى بوتقة الحرمان والشقاء وتدفع للانتقامية والتنافس الغير حميد . وبذلك تضيع الأمانات بين الناس وتتشوه معانى الإخلاص وتستبين لنا الحياة رغم الترف والرخاء بأنها قبور رغم القصور الذى نعيش فيها . إلا أننا نحتاج إلى التراحم والرفق والأمان.  لأننا فى غيابهم لا تتحقق الحياة الرغدة وإن ظننا أنها رغدة وذات رخاء فهيا بنا نتخلى عن أنانيتنا فإننا آثمين فى حق أنفسنا إذا أوليناها هى وفقط الحب . وإنما اجعلوا الحب يملأ أرجاء دنياكم وينتشر الوفاق والتراحم نكن نحو عالم أفضل .                  
بقلم . أيمن غنيم

هناك تعليق واحد:

  1. ونعم ما ذكيته وبئس ما نكرته في مقالتك، نحن في زمن المعلم والموجه والمرشد فيه هو الميديا والإنترنت ولكن غاب عنا من يعلم جيل النشأ والشباب المقبلون على الزواج ماهية الأخلاق الحميده والتعاون والرحمة وصلة الرحم وقوة التحمل في مواقف الحياه وناهيك عن حسن الحوار وإدارته وهم يتكلمون في صمت مع كل تلك الوسائط ولا يتجاذبوا لأطراف احاديث حياتيه بيئية ثقافية..فمن أين تأتي الخبرات ؟
    نشكرك لأهمية مقالاتك الشيقة الهادفه فنحن في مجتمع في احتياج وتعديل السلوك وإعادة بناء المواطن.

    ردحذف