الجمعة، 23 نوفمبر 2018

الشاعر والحسناء بقلم د.محمد العراقي

مسرحية
💃 الشاعر والحسناء  💃

....هو شاعر فقير
يبيت على الحصير
و يخاله الناس ذو مال وفير
دعته فتاة إلى حفل كبير
بقصر أبيها
الرجل الثري الشهير

دخل مترددا ، محتارَ
المصير
فآعترضه حارس ضخم
وقال له إلى أين المسير ؟

قدِمَت الحسناء كأنها عصفور يطير
قالت هذا ضيفي
..... تفضل
كيف حال الأهل
طار عقله من جمالها المثير
وقال ما هذا بشر
هذا ملاك يسير

فجأة حل كالقضاء المستعجل
رجل جلف ذو بطن كبير
وقال لها بخشونة ووقاحة
اما قلت لك لا تتحركي  من مكانك قبل ان تستأذني
يا ....(بقرة)
بكت و رجعت إلى الخلف تسير
والدمع على خدود وردية يسيل
قال في نفسه أهذا خطيبها الجديد
ذو مال أخذه من مستنقع الفساد والغدير
ما هذا الوغد الحقير 
أهكذا نعامل ملاكا  يطير؟
أهكذا نذل الجمال المثير؟
أهكذا يُهان عصفور صغير؟
إنها حسناء  كالقمر المنير
أتستحق هذه العيون كل هذه القسوة ؟
يالطيف يا كبير !!!

لم يستطع تركها وحيدة تبكي
تشجع ومسح بمنديله الوحيد
دموعا تلمع كلؤلؤ ثمين
على خدود حمر  حرير
فتبسمت و قالت بصوت عذب حزين
لا بأس تعودت على إهانات
هذا الخشن المشين
من ظن انه سيستعبدني بماله القذر
الذي لم يعمل يوما لجمعه
وأهداه إياه القدر
......
وبدأ الحفل
جلس وهو متوتر مشوش الأفكار
يستمع الى موسيقى "الفالز" و "القيثار"
جاءت بخطى ثابتة
و تبسمت عن ثغر باح بكل الأسرار
وقالت لم أجد غيرك جليس
الكل في غمرة الخمر يغوص
......حاورها طويلا  ثم جاملها
فرحت قليلا......
غازلها بآحترام
ضحكت كثيرا..........قهقهت .....
.نسيَت سوء المصير
.......قبّل يدها الصغيرة
فآحمرت خدودها حياء وألقت
رأسها على كتفه العريض الوثير
قالت ما أروع موسيقى الفالز
قال بل ما أروع جمالك و انت ترقصين الفالز........

...........رقصا طويلا ببراءة
ضحكا بعفوية الأطفال
فرَحَت كطفلة
راقَصَته كفراشة الربيع
ولما أفاقا من غمرة اللهو الراقي المثير
لم ير حولهما إلا سكارى تتململ و تميل
ورؤوس على الطاولة تنام
والخشن ذو البطن الكبير
مغروس الرأس كالنعام

قالت هل انت معي تطير ؟
هل إلى آخر العمر معي تسير؟
قصف الرعد ببدنه الصغير
وومض برق الحب بكيانه كزلزال
وارتجف بدنه وفتحت الأقفال 
أخذته من يده  بدون تفكير
وبعد ساعة كان بالجو يطير
و في أدغال قرية نائية قررا المصير
بكوخ صغير ليس به حرير
لكن به قلب كبير
وفنان يعشق بنت الأمير
ويحترم روح وإحساس
إمرأة
كانت لكم يا سادة
وسادة من حرير
وام أطفالكم ولّادة
خلقت من ضِلع أعوج
كبير
لتؤنس وحدتكم
في هذا الزمن المرير
في عالم كثرت فيه
(البغال و الحمير )

💃 💃 💃 💃 💃 💃 💃
كتبه الدكتور محمد الفراتي
صفاقس  تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق