الخميس، 1 نوفمبر 2018

صاحبة الهجرتين الشاعر د.صالح العطوان الحيالي

اسماء بنت عميس " صاحبة الهجرتين وزوجة الشهيدين والخليفتين "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 30-10-2018
أسماء بنت عميس بن مَعْد بن الحارث بن تَيْم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عِفرس بن خلف بن أَفْتَل، وهو خثعم
وأمّها: هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن كنانة.
وأختها: ميمونة زوج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك: لبابة أم الفضل زوجة العباس
أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول النبي محمد دار الأرقم، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب وهي عروس فولدت له في الحبشة عبد الله وعون ومحمد، وعادت إلى يثرب سنة 7 هـ مع زوجها وأبنائها. فلما قتل بمؤتة سنة 8 هـ، بعد ذلك تزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومان، فولدت له محمد. توفي أبو بكر عنها سنة 13 هـ، وأوصى بأن تُغسّله أسماء. ثم تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعون وفي رواية: ومحمد، وظلت معه حتى وفاته.
وقد روت أسماء بنت عميس عن النبي بعض الأحاديث، وروى عنها ابنها عبد الله بن جعفر وابن أختها عبد الله بن شداد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والشعبي والقاسم بن محمد بن أبي بكر.  توفيت أسماء سنة 38 هـ، وقيل: بعد سنة 60 ه
بعدما ذاقت وزوجها ابن عم النبى - صلى الله عليه وسلم - شتى أشكال الأذى على يد كفار قريش كغيرهم من المسلمين الأوائل الذين كانوا يعدون على الأصابع، نصحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يهاجروا إلى الحبشة، وقال لهم "إن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهى أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه".
لم تتردد "أسماء بنت عميس" ابنة الحسب والنسب التى كانت عروسًا جديدة آنذاك فى أن تترك كل شىء وراءها وتصاحب زوجها فى هجرته، من أجل التمسك بإسلامهم والمساهمة فى نشر الإسلام فى أرضِ الله.
وهناك بدأت من جديد حياتها مع زوجها، أنجبت له ثلاثة أولاد هم عبدالله وعون ومحمد، وعاشت فى الحبشة 12 عامًا تنشر مع زوجها رسالة الإسلام، وفى ذلك الوقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة المنورة.
وحين استقر المسلمون فى المدينة المنورة وبعد سبع سنوات من الهجرة رأى النبى الكريم أنه آن الأوان ليعود المهاجرون من الحبشة ويلحقوا بالنبى فى المدينة المنورة.
ومرة أخرى لم يتردد جعفر وأسماء فى تلبية دعوة الرسول، وعادا إلى المدينة المنورة مع أبنائهم ليبدأوا حياتهم من جديد فى المدينة، وقد كتب الله لهم أن يكون للمسلمين هجرة واحدة ولهم هجرتين، ومن هنا جاء لقب أسماء "ذات الهجرتين".
ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يزور ابنته أم المؤمنين حفصة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى أسماء بنت عميس عندها بعد عودتها من الحبشة، فقال لها على سبيل الدعابة: يا حبشية لقد سبقناكم بالهجرة.. فغضبت وقالت: لقد صدقت، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء.. أما والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن له ذلك. وذهبت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله إن رجالاً يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال صلى الله عليه وسلم: "بل لكم هجرتان هاجرتم إلى النجاشى وهاجرتم إلى المدينة".
وبعد العودة إلى المدينة المنورة شارك جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه فى غزوة مؤتة، واستشهد بها وحزنت عليه حزنًا عظيمًا، ولكنها رضت بقضاء الله وأطاعت النبى حين أمرها "يا أسماء لا تقولى فجرًا ولا تضربى صدرًا"، وكانت من الصابرين، فبشرها النبى بأن الله جعل لجعفر رضى الله عنه جناحين يطير بهما فى الجنة.
وبعد استشهاد جعفر رضى الله عنه فى السنة الثامنة من الهجرة تزوجت "أسماء"  أبى بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومان وأنجبت منه محمدًا عام 10 هجرية، وظلت معه حتى أصبح خليفة المسلمين وعاشت معه خلال سنوات خلافته وحتى وفاته فى العام 13 هجرية، وكانت نعم الزوجة له حتى أنه أوصى بأن تتولى هى غسله وبالفعل نفذت وصيته.
مرة أخرى ذاقت أسماء مرارة فقد الزوج ولكنها تماسكت كى تتولى تربية أبنائها، وبعد انقضاء عدتها تزوجها على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وأخ زوجها الأسبق "جعفر بن أبى طالب"، وذلك بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها فأصبحت بذلك زوجة الأخوين، ولما تولى على بن أبى طالب الخلافة أصبحت "زوجة الخليفتين"، ثم وقعت الفتنة الكبرى وفيها قتل ابنها "محمد بن أبى بكر"، واختبرت مرة أخرى نوعًا أقسى من الفقد والحزن، وكتمت أحزانها حتى شخب ثدياها دمًا، واستعانت بالصلاة والصبر على مصيبتها، وباستشهاد زوجها على كرم الله وجهه عام 40 هجرية أصبحت بذلك "أسماء" "زوجة الشهيدين"، ورحلت أسماء عن دنيانا بعد عام 60 هجرية.
بين أسماء بنت عميس وصحابة النبي الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــ
أسماء بنت عميس مع أبي بكر
دخل نفر من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ، فرآهم فكره ذلك، ثم ذكره لرسول الله r وقال: لم أر إلا خيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله قد برأها من ذلك" ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: "لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان"
أسماء بنت عميس مع علي
قال الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها، محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أبي خير من أبيك، فقال علي: يا أسماء اقضي بينهما، فقالت: ما رأيت شابًا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلاً خيرًا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك. فقالت: والله إنَّ ثلاثة أنت أخسهم لخيار.
أسماء بنت عميس مع عمر بن الخطاب
عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله فأتته فقال للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان
أسماء بنت عميس مع أم المؤمنين عائشة
قالت عائشة: كان لأسماء بنت عميس علي دينار وثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فأستحي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرًا حتى رزقني الله رزقًا ما هو بصدقة تصدق بها علي و لا ميراث ورثته فقضاه الله عني و قسمت في أهلي قسما حسنا و حليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق و فضل لنا فضل حسن.
بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم
عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسول الله إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تصل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله هذا من الشيطان لتجلس في مركن فإذا رأت صفارة فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسلا واحدا وتغتسل للمغرب والعشاء غسلا ثم توضأ فيما بين ذلك
عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء؛ فذكر أبو بكر لرسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: "فلتغتسل ثم لتهل"
عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق