السبت، 3 نوفمبر 2018

الوعد الجائر الشاعرة زكية ابو شاويش

معارضة  لمعلقة عمرو بن كلثوم بعنوان :
الوعد الجائر_________________البحر : الوافر
ألا يا وعد بلفورَ اللَّعينا ___زرعتَ الشُّؤمَ  وَالذُّلَّ المُهينا
فلسطينُ الَّتي  حضنت نبيَّاً ___بأمجاد الأُولى حملت أمينا
بأبناءِ الحرائرِ طافَ حُبٌّ ___ لمن بعثَ السَّلامَ فكانَ دينا
وذا تاريخُ من عرفوهُ حقَّاً___ يؤكِّدُ  مبداً  حُرَّاً ...  مبينا
وحقٌّ لا  ينازِعُهُ  ضلالٌ ___ سيرفعُ شأنَ من كبتواالأنينا
سلامٌ في بقاعِ الأرضِ يحظى ___بكُلِّ الحُبِّ ما أعلى الجبينا
ولكنْ غدرُمن ظلموا شعوباً ___يُصِرُّعلى البقاءِ مدى السِّنينا
..............
عيونُ العالمينَ جلت  حقوقاً ___وفاضَ الشَّرُّ إذ رفضَ الحنينا
فأعطى مِن جنانِ الأرضِ مهداً ___لمن حرقَ الهوانُ  لهُ بنينا
ويطردُ من قضى في الأرضِ عُمراً ___يقرُ بموطنٍ يرعى الجنينا
وذا  شرعُ  القويِّ  بِكُلِّ  ظُلمٍ ___ يُعزِّزُ من جنى وهماً سمينا
وعلمٌ  بالغوايةِ  في  قرار  ___ ينادى  في السُّرى أُمماً وطينا
مجازرُ والرِّقابُ لها خضوعٌ ___بغيرِ  مُدافِعٍ   يُقصى  اللَّعينا
وتأتي  هدنةٌ  لجلاءِ  جيشٍ ___ فيقتنصُ الدَّخيلُ  بها الكمينا
.....,,,,,,,,,,,,,,
تشرَّدَ في البلادِ جموعُ أهلٍ ___وما  رأت العيونُ لهم  دفينا
وبالأملِ الَّذي  يحدو  نفوساً___لعودةِ أرضهم أمضوا سَنينا
بلا خطوٍ يُزيلُ الظلمَ  حتَّى ___تناسى من قضى أمراً مَشينا
ولكن  للجراحِ دنت علومٌ ___تُدَرَّسُ في  القلوبِ  وقد كُفِينا
وهذا الجرحُ يُفتَحُ كُلَّ عامٍ ___على وعدٍ أضاعَ  لنا العرينا
وما هدأت نفوسُ الشَّرٍّ يوماً___ومن هدفٍ لها قطعت متينا
فينبتُ فوقَ جرحِ القلبِ عزمٌ ___يؤكِّدُ حقَّ من قالوا روينا
...................
سنمضي في طريقِ الحقِّ حتَّى ___نُعيدَ ديارنا  لا ما  نسينا
وكُلُّ  حياتِنَا  أمست   صراعاً ___ تُحقِّقُ حربُنا نصراً مُبينا
ونأسِرُ من جنودِ  الغدرِ حتَّى ___  نُحرِّرَ قيدَ أسرانا المُهينا
لقد حلَّ الرَّبيعُ  بأرضِ  قومٍ ___   فزادَ عناؤها وبدا حزينا
وتاهَ الحُرُّ بينَ  دم  الضَّحايا ___وجالَ بكُلِّ من أحنى الجبينا
ولم يسلم  صديقٌ من  عدوٍّ ___ وعاثَ الذِّئبُ لا عاشَ المَدِيناَ
وصحوةُ  نائمٍ   كانت  لِعزٍّ ___ ودحرِ الشَّرِ  ممَّن  دامَ  فينا
..................
وما قد حقَّقت منهُ  اللَّيالى ___ سوى إصرارِمن عرَكَ الوتينا
بلا  حربٍ  نؤكِّدُ كُلَّ يومٍ ___ على  حقٍ  يُعيدُ  لنا  الرَّهينا
بلا  يأسٍ  نُقدِّمُ  كُلَّ  يومٍ ___ شهيداً والحدودُ  رأت  قرينا
وأطرافٌ مُقطَّعةٌ  ستبقى ___ شهوداً  قد   تروقُ  الحالمينا
ولا جُرحٌ بكفٍّ من حريرٍ ___تنازلَ عن  حقوقٍ لا  تُرينا
سوى ذُلٍّ  يُجافي  كُلَّ حُرٍّ ___ ويسألُ  هل كرامتنا تقينا؟!
وأعداءُ الحياءِ جنوا  ثبوراً ___ وقد حَسِبوا بأنَّا قد عُمينا
...................
وذاكَ المالُ يرفعُ كُلَّ قدرٍ___ لمن  يجني بِهِ علماً ودينا
وفوقَ العرشِ من يقضي بعدلٍ___فلا خوفٌ لمن يُرضِي المُعينا
سيمضي من قضاءِ اللهِ عُمرٌ ___ ولن  يَبْقَى إذا  أكلَ السَّخينا
ولم نُمضِ الحلولَ لأيِّ  أمرٍ ___ تجاذبَهُ  الهوى  ممَّن  يلينا
وكلٌّ  قد رأى وهماً  كحقٍّ ___ ولن نرضى بمن حنثَ اليمينا
صلاةٌ  والسَّلامٌ  على نبيٍّ ___  لهُ سُننٌ  تضيءُ  وقد  ترينا
طريقَ الحقِّ فادعوا يا صِحابي___بتوفيقٍ  وسترٍ لا  يُهينا
..................
الجمعة  24  صفر  1440  ه
2  نوفمبر  2018  م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق