( دَعَتني لِرَوضِها )
كُنتُ في دُروبِهِ غابَنا ... أُغامِرُ
مُستَرسِلاً مَعَ اانَسيم ... جَداوِلُُ ماؤها يَسحرُ
رَقراقَةُُ في دَفقِها حينَ تَنحَدِرُ
لكِنٌَها في سَهلِها سَلسَبيلاً صافِياً تُرسَلُ
شَحرورَةٌ تَشدو في الجِوارِ ... تُرَتٌِلُ
تُجيبُها البَلابِلُ ... نَشيدها يُذهِلُ
كأنٌَها أٌهزوجَةً لِلحَياةِ
تَشدوا بِها ... و لِلقُلوبِ تَأسُرُ
وأرنَبٌ يَعدو بِقُربي ...
خائِفاً وَجِلاً ... يَكادُ يَعثَرُ
في إثرِهِ ثَعلَبٌ خَطِرُ
وفي الجِوارِ قَريَةٌ
تَفوحُ مِنها روائِحُُ ( لِتَنٌُورِها ) والأرغُفُ السُمُرُ
أصواتُ أبقارٍ تَخور ... تَرعى في حُبور
مَأمَآتُ ماعِزٍ ... قِطعانُ أغنامٍ في السُهول
يالَلأهازيجِ في غابِنا حينَما بالحَياةِ تَفور
مَعزوفَةٌ في الخُلود ... لَها سُطورُ
جَلَستُ قُربَ رَيحانَةٍ أستَريح
زَنابِقٌ أزهارَها غَضٌَةُُ ... وجَوها مُلهِمُُ وَمُريح
غَديرُ ماءٍ يُغدِقُ وصَوبَهَ غَزالَةُُ
رَفيقها صَوبَها ... غافِلُُ في جَوٌِهِ المَليح
في مَشهَدٍ رائِعٍ ما مِثلهُ مَشهَدُُ لِلروح ... يَستَبيح
فَغَفَوتُ أحلُمُ بالجِنان ... أنهارَها والقِيانِ ااحِسان
وحورَها ... والكُؤوس يَدورُ بِها من حَولِيَ الوِلدان
أحسَستُ مَلمَساً مِنَ الحَرير أيقَظَني
فَتَحتُ عَيني عَلى غادَةٍ كَحلاءَ تَغمرني
جَمالها لِلحالِ أبهَرَني
ظَنَنتُ بُرهَةً بأنَّها حوريَّةٌ تُريدني
قُلتُ ... سُبحانَ رَبٌِي كَيفَ أكرَمَني
قالَت : بِصَوتٍ ساحِرٍ ... لِلحالِ أطرَبَني
قُم يا فَتى… بَيتي هُنا في الجِوار ... هَيٌَا إتبَعني
كَيفَ تَغفو بِقَلبِ هذا الغاب ?
ألا تَخافُ من غَدرِها الأنياب ? !!!
قُلتُ في سِرٌِي ... وهَل في الجِنانِ ذِئاب ؟؟؟!!!
أجَبتها : بَل أخافُ مِنَ الحِسانِ ... يوقِعنَ بالفُرسان
قالَت : وَهَل أنتَ فارِسٌ ... يا طَويلَ اللِّسان ?
أجَبتها : كُنتُ فارِساً ... و قَبلَ أن أراهُما عَيناكِ
والآنَ قَد صِرتُ في رَوضِكِ وَحِماكِ
مُقَيٌَدَ الإرادَةِ ... يا غادَتي رُحماكِ
هَل تَقبَلي أن أكونَ فَتاكِ
سَتُدرِكينَ فُروسيَّتي في هَواكِ
لكِنَّني طِفلٌ أنا ... أمامَها الشِفاه يا لَها شَفَتاكِ
أسبِلي جَفنَيكِ يا غادَتي ... قَد أُغرَمُ فيهِما جَفناكِ
أدَرتُ وَجهي… بُرهَةً… وأعَدتَه
عَلى جَفنَينِ مُسدَلين… ساهَما بِهَلاكي
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق