السبت، 3 مارس 2018

التميمة بقلم الشاعر عبد الزهرة خالد

التميمة
……………
ذابَ صقيعُ المساءِ
من قممِ جبالِ الصبر
سيولُ الظلامِ
تعكرُ صفو الصخورِ
في وادي الذبولِ
يحسبُ لعقاربِ الوقتِ
ألف لدغةٍ ولدغة
أنه سيوقعُ في منتصفِ الموتِ
ووحلِ القرارِ ،
ربما يُكتَبُ للغيومِ اجازةَ الهطولِ
في غابةِ المعاني المكتظةِ بالتمتماتِ
الأمهاتُ تشدُّ التميمةَ على زندِ الوليدِ
كي تدومَ في حضنهِ الحياةُ  ،
أوراقُ الأشجارِ
تتلو تراتيلَ الظلالِ
على مسمعِ ومرآى ذئابِ المدينةِ
مخالبُ التسلقِ تخدشُ حياءَ الجذوعِ
قطعان  الصبايا
تغطي وجهَ الرّيحِ ببراقعِ الرعاةِ
يوم كانت الشمسُ تراقصُ الجموعَ
حينما تغني الشفاهُ لناي الرثاءِ
لأن الدمَ يمشي حافياً على الترابِ
وصراخُ النحْرِ يدوي عندَ أبوابِ السماء
هكذا زحفَ التابوتُ من بينِ الكفوف
لأيهما تقلقُ رعشةُ الرجوعِ
للموتِ أو لأرصفةِ الجوعِ
أما آن لليلِ أن ينجلي
فيه يكثرُ النحيب …
…………………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٣-٣-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق