الخميس، 29 مارس 2018

نقطة تحول بقلم الشاعرة أمة الله الفقي

نقطة تحول

لقد مرّ الزمن بنا سريعا بات الأمر في غاية الجِد فنحن الآن نقف على جانب الحياة بلا حراك نتعمد السكون والهدوء، بصمت نجمع قوانا نرتب أحاديث النفس ونضعها في جانب الإيجاب لا السلب،
ننظر لسماء الروح بعين الإحسان والبر .

بحب نتقبل كل شيء.. و بعقلانية تامة نضع حدودا لكل الأفكار التي تتجول في أعماقنا بكل يأس ،  سنرفضها و لن نتقبلها على حالها الفوضوي المتناثر بل سنهذبها ونقلم مخالبها حتى لا تُخدش أرواحنا ..
سننحي الحنين جانبا لأنه يجذبنا للخلف دائماً،
وبقصد نقسوا قليلاً لأننا نحب ومن أحب غفر ومن غفر سامح ومن سامح عفى ومن عفى وفا ومن وفا تغافل ونسي.

سنصمت طويلاً لنستمع أكثر . حتى يتسن لنا شرب ماء الحكمة من أفواه الزمن.
سنترقب، وننتظر بزوغ وقت الحديث المناسب حتى لا نكرر الأخطاء.
نتعلم.. وفصول الحياة حُبلى بما فيها.. وكلما تعلمنا ازددنا صمتاً وتجلدنا أكثر فأكثر.

وعلى حين غفلة من أنفسنا يداهمنا أجمل أقدار الحياة على الإطلاق.. نتعقل.. ثم ندرك ماهية النظريات والحقائق من حولنا.. سنتجرد من عاطفة الجهل والحوادث وتوابع الضعف حين يدب في الحياة الموت.
هكذا تنمو أفكار من يتحمل أكثر.. من يبذل الجهد بصمت وروية أكبر .. من يكون حظه الأعظم حُسن السريرة.. من له في الصبر روح ألفي مجاهد
وله في بساتين الحب مليوني زهرة تعبق بشذاها أنوف العشاق على شواطئ الدنيا بأسرها.

لحظة من السكون قادرة على خلق فكر إنسان عاقل.. إنسان صالح.

ولحظة من التهور تُسقط صاحبها في جحيم البلادة والندامة وخيبة الأمل دهورا طويلة وسنوات عديدة.

سيأتي الوقت الذي نستكثر فيه مشاعرنا.. ونهابها ونخشى جنوحها ونكاد نسقط من ثقل حملها.. حينما تطوّف بهمس حديثنا  أرجاء الصدور دون أن نأذن لها بالبوح!!
وستحين اللحظة التي يعقنا فيها خافقنا ويودّ لو هجر ركنه الأيسر بين ضلوعنا!! لأننا لم ننصت له بالقدر الذي يصبو إليه.. أو ربما لأننا تعمدنا إسكاته و إخماده مخافة الانجراف والانجرار خلف ضوضائه العابثة .. ربما!!

سندرك أن
‎ السعادة الحقيقية لا تنبلج من ثغر الظروف
ولا تُبعث من مقبرة الكسل..
نحن من سنصنعها و نحيها بإرادتنا إن شئنا إلي ذلك سبيلا

سيأتي الوقت الذي ينحني فيه أمام إصرارنا وعزيمتنا كل ما حسبناه يوماً مستحيلا.. أو ظنناه حلما ولن يكون!! حتماً سيكون إذا أحسنا التوكل على من يقول لشيء كن فيكون..

  #بقلمي
#أمة_الله_الفقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق