الجمعة، 2 مارس 2018

كوخ تواريه الجبال بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(  كوخُُ  تُواريهِ  الجِبال  )

زِرتُ الرُبوعَ كُلَّها…  سُفوحَها والتِلال

صَعَدتُ كُلَّ الجِبال

نَزَلتُ لِلهِضاب ِ… 

عَبَرت السُهولَ يَلُفَّها الضَباب

بَحَثتُ عَنكِ في كُلِّ رابِيَةٍ ... ودَسكَرَةٍ وغاب

في كُلِّ نَجعٍ عامِرٍ أو سِواهُ خَراب

لَم ألتَقِ  بِطَيفِكِ  ...  ذلِكَ الجَذٌَاب

وما وَجَدتُ  سِوى الهَباءُ  ...  أو  ظِلالهُ  السَراب

مَشَيتُ في صَحوِها الحَياةُ  ...  وعِندَما تُمطِرُ

مَشيتُ في قَلبِها الغابات  ...  يَلُفٌُني الخَطَر

لا أحفَلُ بالمَوتِ ...  ولا أُجيدهُ الحَذَرُ

حَتّى إلتَقَينا في الرُبوعِ النائِية ...

حَزينَةُُ  شاهَدتكِ ... باكِية

تَندُبينَ حَظَّكِ سَيٌِئاً …  تَلعَنينَ القَدَر

وأتٌَخَذتِ القَرار ...  بِإعتِزالِ البَشَر

إلى مَتى تَهربين  ? …  إلى مَتى تَحزَنين ? !!!

هَل إذا  فارِسُُ رَحَل ؟ …   تَبكينَهُ لِلأزَل ? !!!

وَيَستَمِرُّ  في قَلبِكِ يا حُلوَتي ... الأسى ... والزَعَل  ؟!!!

لَن يُعيدَهُ العَويل…  أو حزنَكِ  والإكتِئاب الطَويل

لَن يُعيدَهُ الرَجاءُ والأمَل

هَل لا تَزالين  تَغفِرينَ   لَهُ  الغِياب  ?

وتَعشَقينَ الفارِسَ المُزَيٌَفَ الكَذَّاب !!!

ويَستَمِرَّ  لَكِ  يَأسَكِ  و العَذاب

هَيَّا.…  أيا غادَتي  شَرِّعي  لِلحَياةِ هذِهِ الأبواب

وإقلِبي صَفحَةَ مِنَ الكِتاب

فَلَيسَ كُلٌُ فارِسٍ  يَعرِفُ الصَواب

ظَهَرَت بِقَدٌِها…  والحُزنُ بادٍ عَلى وَجهَها والإضطِراب

قالَت : لَقَد أقنَعتَني يا فَتى

قَد كُنتُ  في إرتِياب

قُلتُ : يا غادَتي …  رَبيعُنا  قادِمُُ…  خَلَّاب

خَرَجَت مَن بَيتها…  تَدَرٌَجَت في  رَوضِها

تَبَسَّمَت…  من بَعدَ طولِ الغِياب

قُلتُ : قَد  أشرَقَ وَجهَكِ  ...  تَنَدٌَتِ الشَفَتان

يالَهُ ثَغرَكِ  ... من مُقلَتَيكِ  الحَنان

قالَت : أأنتَ فارِس  لا يَعرِفُ  أن يَكونَ جَبان

أجَبتها :  هَل يَترِكُ غادَةً مثلكِ الفارِسُ الإنسان ؟!!!

ولَيسَ من عاقِلٍ يُغادِرُ الجِنان 

إترُكيني  غارِقأً  في مُروجِها  العَينان  …

فأسبَلَت جَفنَها ... وأزهَرَ وَجهَها  ... والسِحرُ بان

سَألتُ روحي  إن يَكُن آنَ الأوان ... ؟؟؟

بقلمي

المحامي  عبذ الكريم الصوفي

اللاذقية.    .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق