الخميس، 29 مارس 2018

أمينة بقلم الكاتب والشاعر صلاح منير

قصة قصيرة
بقلم الكاتب والشاعر صلاح منير

أمينة
يعمل عم محمد حارس لأحد البنايات بالقاهرة, وبالطبع كان يسكن وأسرته المكونة من زوجته وولدهما وأبنتيهما في نفس المبني في غرفة صغيرة بمدخل المبنى ويوجد بمسقط النور المجاور للغرفة حمام صغير وحيز صغير تستخدمه زوجته كمطبخ. وقد رزقهما الله بابنة ثالثة في يوم 23/8/1966 أسمياها أمينة, وقد اعتاد عم محمد على اخراج بناته من التعليم من السنة السادسة الأبتدائية لضيق ذات اليد ولقناعته الشخصية بأن تعليم البنات شئ غير ذي أهمية وأن البنت مصيرها هو الزواج. أما بالنسبة للولد فقد حصل على دبلوم ثانوي فني قسم كهرباء. وعندما بلغت أمينة سن التعليم الألزامي قام  بارسلها الى المدرسة كي تفك الخط كأخواتها. ومن أول يوم للدراسة أحبت أمينة المدرسة وكانت فرحة بما حدث في حياتها من تغيير, ومع الأيام ظهرت موهبة أمينة في التعلم وقد لا حظت مدرساتها هذا التفوق وقرروا الأهتمام بها ومراعتها وتشجيعها. وبعد حصولها على الشهادة الأبتدائية أصر أبوها على أن تكتفي بذلك وتجلس بالبيت في أنتظار العريس كأخواتها, لكن زينب كانت متمسكة بأن تكمل تعليمها فأحالت مدرساتها على أبوها كي يقومن باقناعة بأن يتركها لتكمل دراستها, وقد تدخلت أسرة طبيب وطبيبة من سكان العمارة بايعاذ من أمينة لأقناع الرجل بنفس الشئ, وبعد نقاشات طويلة أستسلم الرجل لرغبة أمينة في اتمام دراستها, وكانت أمينة تحلم بأن تصبح طبيبة مثل الدكتورة سعاد زوجة الدكتور محمود القاطنين بنفس المبنى الذي يعمل فيه أبوها حارس. وبمساعدة أهل الخير من سكان المبنى (البعض بالمال والأخر بمساعدتها في شرح بعض المواد الى جانب مدرسيها الذين كانوا يؤمنون بقدراتها الفائقة على التعلم) وصلت أمينة الى الثانوية وحصلت على مجموع كبير أدخلها كلية الطب وحصلت على منحة تفوق شهرية من الحكومة وظلت متفوقة طيلة الخمس سنوات ومحافظة على مستواها وظلت تحصل على منحة التفوق حتى أن تخرجت من كلية الطب بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف, ولم تكتفي أمينة بذلك بل أرتفع سقف طموحها فقامت بالتقدم للحصول على درجة الماجستير وأثناء دراستها للماجستير أعجب بها أحد المشرفين على رسالتها وتقدم لها وتزوج منها ولأنه مؤمن بقدراتها العلمية وقف الى جانبها حتى حصلت على درجة الدكتوراة وصارت من أشهر طبيبات الأطفال, وأصبح والداها يفاخران بها في كل مكان.
تمت
صلاح منير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق