الفصل الأخير بقلم الشاعرة وعد خالد

* ...الفصل الأخير ....
اليوم ...
.الجمعة
التوقيت ...
العاشرة إلا الربع مساء
المكان .....
جزيرة مهجورة مكتوب عليها .. أنا ....
المشهد .....
سماء خالية من كل أنجمها . . قمر تحوطه غيمات
هواء شديد من حولي ... عفوا لا أستطيع وصفه .. باردا...؟! أم ساخنا ...؟!
بيد أنه - في كل الأحوال - ...موجع
مازال يحمل أنفاسه ...أيام مرّت منذ آخر لقاء لنا ....
هنا ...
نعم هنا علي نفس الجزيرة ...!!!!
عفوا ..لكنها لم تكن تحمل ذات اللافتة ....
ولا كانت أنجمها مهاجرة ولا قمرها راحل .....
لازلت أعاني من أعراض انسحابه
من شراييني ....من أوردتي ... من مسامّي.....
كان يمازحني ضاحكا ومعاتبا عندما أطلق علي حبي له مرضا مزمنا لا شفاء له
قائلا : كيف تجمعين حبيبتي بين حب ومرض ؟!
ولأنه لن يرد علي اليوم ولن يقاطعني ولن يمازحني
عفوا ....... أكررها
مرض أعاني من كل أعراضه ..
وأتالّم منه جلّ الألم ...
وأعاني أيّما عناء...
لازال الهواء يداعب خصلات شعري المنسدل بعفوية ..كنت أخبره دوما : إني قوية ...
والآن أحاول أن أثبتها لنفسي
أحارب بكل الجبهات .....
قلبي .. ..عقلي .. حواسي الخمس
تراصّوا حولي جميعهم في مشهد مسرحيّ هزليّ ....
** الفصل الاول .....
القلب ...... كيف تريدين إخراجه ، هو ليس بداخلي فحسب ، بل امتزج بدماء شرياني ....ركض بأوردتي ....
كيف وهو أوّل نبضاتي وسر كل الخفقات ....؟؟
العقل .....سأقف ضدك بكل قوتي
كيف ننسي من علّمك كيف تمسكين قلمك ؟! كيف تخطّين حرفك ...؟!
كيف ترتدين عباءة أنثاك المفقودة؟!
العين .....وكيف لساكن مقلي أن أهجره ...وكيف للعين بصر دونه؟!!
الأنف .. كيف أهجره؟! وعطر ياسمينه عطر لو اختلفت مواسمه لايزول...
اليد .....وكيف أغيب وأمانيّ معه...؟!
الشفاه .... وفي باطن كفيه باتت كل خرائط أوطاني ؟!!
** الفصل الثاني ....
أصوااااات.......عباااارات...... مشاعر مختلطة...
"" صباح الخير "".......
""وحشتيني"" ......
""بحبك "".....
'' دي حاجات في القلب أكبر من أني أقولها لك بكلام في الحب ""
""ياعيني ياه ياسيدي علي الآيّام لما تهادي قلوبنا غرام .....""
ووووووووو .....
فجاه ..سمعته يناديني ...
التقطت هاتفي نظرت الي الساعة ..العاشرة إلا الربع ..
أسمعه بوضوح ...ينادي أنا هنا ...
هرولت .... نعم ، إنه هنا نفس الثانية ...
وجدته ..
ألازلت أشعر به لهذه الدرجة ....
كان يخبرني أن شدة الاشتياق هي دوما ما تجمعنا .....هي من تعلّم الآخر أنّ نصفه هناك ينتظره .....
نظرت إلي عينيه طويلا .. .
كعادته ذلك النزاري .....
تلمّس أناملي وأطال النظر بعيني مهمهما .....
"" ليتنا كنا سبقنا الوقت يا سيدتي
واختصرنا الأزمة .....""
الفصل الأخير ...
سحبت يدي بقوة .....
اطبقت علي عينيّ بشدة ...
نهرت عقلي ...
اعتصرت خلجات قلبي .....
صرخت بقوّة مزقت كل السكون حولي .......
""قسما سأشفي منك .....""
##وعد خالد ...