كلمة في ذكرى المولد
وتمضي بنا الأيام والسنين وتأتينا الأيام الجميلة أيام الأعياد والذكريات السعيدة ونسعد ونهنأ ونهنىء بعضنا ونفرح لكننا ننسى أن هناك إخوة لنا يئنون تحت قصف المدافع ويشردون ويتجرعون الألم والعذاب ألوانا في عديد البلدان سوريا العراق اليمن ليبيا وآخرون في إفريقيا والعالم ..
كيف نفرح ونتناول أشهى الأطعمة والحلويات مع أهلنا وذوينا وأحبابنا وأصحابنا وهناك من لا يعرف لذة الطعام لشهور بل لسنوات ..
هل بحق سيفرح بنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بما قمنا به من ولائم وسهر وأناشيد تمجيدية لخصاله المحمدية.. أبدا لا وألف لا بل سيقول لنا كان الأحرى بكم والأجدر إعانة الفقراء والمعوزين إخوانكم في فلسطين الجريحة التي تئن لسنوات تحت الحصار الظالم الجائر ..
الرسول الآن يشتكينا لربنا من ظلمنا لبعضنا بالفرقة والفتنة والضغينة مثلما نشاهده اليوم في اليمن قنابل إخوة تصب على رؤوس إخوة .. فهل بربكم نحن إخوة .. إننا ندعي ذلك ولسنا كذلك ..
أين ديننا وأين شريعتنا نصلي ونصوم ونحج ونعتمر ولا نلقي نظرة عما يدور حولنا من كوارث ومآسي وأحزان ..
الدين يا سادة قبل أن يكون عبادة هو معاملة وأخلاق والله سبحانه كرم رسوله بالأخلاق الحميدة .. وإنك لعلى خلق عظيم .. فهل ما نشاهده اليوم من برامج خليعة في تلفزاتنا يدل على إسلامنا .. لنسأل أنفسنا ونضعها على محك الواقع هل بحق نحن أمة إسلامية يفتخر بها الرسول ويفرح بما تقدمه له من ولائم في كل ذكرى لمولده ..
سادتنا وكبراءنا وعلماءنا عليكم مسؤولية جسيمة اليوم أمام شعوبكم وأمام ضمائركم بإعادة التفكير من جديد في كيفية الخروج من أزماتنا بكل انواعها وإعادة أمجادنا الغابرة ..
صلاح الورتاني // تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق