الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

محاكمة قصيدة بقلم د.محمد الفراتي

🏵 محاكمة قصيدة 🏵

قادوكِ إلى التحقيق  بتهمة الهِجاء
حققوا معكِ بالتدقيق
و ما توصلوا إلى جواب ولا ولاَء
صوبوا نحوكِ البندقية
نَصبوا لكِ محاكم إستثنائية
بالطريق العمومية
جَرُّوكِ إلى قاعة المسؤلية
مُقَيَّدة من قوافيك
مكبَّلة بأدوات الجَرِِّ
وبكِ حزن مُرٌّ
بالرَوي
وبرودة بالعجُز
وضِيقَة بالصَّدر
...🏵....

بالمحكمة قرأوا عليكِ الإتهام
فصُحْتِ............ أنا بريئة
وحق خير الأنام
ورافع الدفاع بجُرءَة
وحذر
وشهد عليك زورا
المبتدأ و الخبر
والفاعل و المفعول به أصحاب الشر
وكتم شهادةالحق
النعت و المنعوت
وكل أدوات  الكَسر

....وصدر الحكم عليكِ
يا قصيدتي الشعرية.
...."حكمت المحكمة الأدبية حضوريا بسحن القصيدة المسماة
                 "سطور"
مدى الحياة مع النفاذ العاجل و الأشغال الشاقة ".......
.......رفعت الجلسة
وخيم سكوت رهيب على قاعة المحكمة
وذهلت كل دواوين الشعر
وكل قصائد نزار و الشَّنفَرة
وانقطع نفس المعلقات
وأغمي على قصائد ابن زيدون
وأنكرت عبلة عنترة

....🏵....

قادوكِ إلى السجن مسلسلة
بدون قوافي وبدون عجز
وماتركوا لك إلا الصدر
فهو عصي عليهم أبيّ ّلا يُقهر

رموك  بزنزانة انفرادية وما تهمتكِ إلا  الهجاء
والكلام المخل بالحياء

.... أما قلت لكِ  لا تحترفي الشِعر
أما قلتِ لك كفاك هجاءً للأمراء
وأكثري من المديح و الثناء
ألا تعرفين  أن المديح
يجلب المال والثراء وكثير العطاء
أم أنت تجاهلت وحسبت كلامي هراء
أما قالو ا لك بأن تجعلي قوافيك
كثيرة  الإطراء
لم  عالجتِ قضية الوجود و البقاء
ألا مَدَحتِ السفهاء
لم لا تنافقينَ يا قصيدة  كبقية خلق السماء
لم لا تداهنين من يُكثرون العطاء

لكن لا باس ففي السجن
ستكتبين في شعر الرثاء والهجر و الهجاء
لكن لن يقرأه أحد
ستقرئينه على  الفئران
والجرذان
وربما على السَّجَّان لو كان  لا يزال انسان
و رفاق سجنك  خنافس الزنزان
عندها سوف لا تخافين لوما
ولا غدرا ولا محاكمات  و لا بلاء
....فهؤلاء ليسوا بالحمقى ولا بالأغبياء

🏵......🏵......🏵
كتبه الدكتور محمد الفراتي
صفاقس /تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق