الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

لم تكتب الأشعار نور محمد بقلم حسان يوسف

لم تَكتبِ الأشعارُ نورَ محمَّدِ
بل خُطَّ شعري من قداسةِ مولدِ

فالنورُ من وجهِ الحبيبِ مناهلٌ
أستلُّ حرفي من غزارةِ موردِ

ميمٌ و حاءٌ ثمَّ ميمٌ بعدها
دالٌ بنورٍ من سناها أهتدي

ميمٌ تنيرُ عقولَنا و قلوبَنا
بالحاءِ نجماتُ الدياجرِ تقتدي

دالٌّ بها كُتِبتْ ملامحُ عزَّةٍ
و استَبدلتْ بالجهلِ منبرَ مسجدِ

شعَّتْ قصورُ الشَّامِ من أنوارهِ
أجَّتْ نجومٌ من ولادةِ مُرشِدِ

ملأت فناءَ الدَّارِ لحظةَ مولدٍ
و تجمَّعتُ حولَ الحبيبِ المنجدِ

و اهتزَّ إيوانٌ لكسرى يومَها
خمدتْ بفارسَ نارُها في معبدِ

بالمصطفى فرحتْ جبالٌ في القرى
أمُّ القرى ثوباً قشيباً ترتدي

فجرٌ أتى و الصّبحُ ودّعَ ظلمةً
و تسهُّداً في ليلها المتبدِّدِ

لمَّا أتاهُ الوحيُ من عالي السَّما
نورٌ سرى في غيمِها المتلبِّدِ

و كأنّما طلَّ الرَّبيعُ على الدُّنا
فتفتَّحت من خدِّهِ المتورِّدِ

أحجارُ غارٍ في حراءَ تشعشعتْ
و زهتْ بنورِ المصطفى المتعبِّدِ

لا يومَ يشبهُ يومَ بعثِ محمَّدٍ
و الكونُ حتماً مثلَهُ لم يشهدِ

ما جاءَنا إلّا ليصلحَ شأننا
عتقاً لعبدٍ في الورى مستعبَدِ

روحي فداءٌ للنبيِّ و آلهِ
تاقتْ ضلوعي للحبيبِ الأمجدِ

ربّاهُ هيئ لي لقاءً علَّني
أروي ضلوعي من طهارةِ مرقدِ

ربّاهُ أَطْفِئ شوقَ قلبٍ قد لوى
هدئ جمارَ فؤاديَ المتوقِّدِ

حسان يوسف

هناك تعليق واحد: