لم تَكتبِ الأشعارُ نورَ محمَّدِ
بل خُطَّ شعري من قداسةِ مولدِ
فالنورُ من وجهِ الحبيبِ مناهلٌ
أستلُّ حرفي من غزارةِ موردِ
ميمٌ و حاءٌ ثمَّ ميمٌ بعدها
دالٌ بنورٍ من سناها أهتدي
ميمٌ تنيرُ عقولَنا و قلوبَنا
بالحاءِ نجماتُ الدياجرِ تقتدي
دالٌّ بها كُتِبتْ ملامحُ عزَّةٍ
و استَبدلتْ بالجهلِ منبرَ مسجدِ
شعَّتْ قصورُ الشَّامِ من أنوارهِ
أجَّتْ نجومٌ من ولادةِ مُرشِدِ
ملأت فناءَ الدَّارِ لحظةَ مولدٍ
و تجمَّعتُ حولَ الحبيبِ المنجدِ
و اهتزَّ إيوانٌ لكسرى يومَها
خمدتْ بفارسَ نارُها في معبدِ
بالمصطفى فرحتْ جبالٌ في القرى
أمُّ القرى ثوباً قشيباً ترتدي
فجرٌ أتى و الصّبحُ ودّعَ ظلمةً
و تسهُّداً في ليلها المتبدِّدِ
لمَّا أتاهُ الوحيُ من عالي السَّما
نورٌ سرى في غيمِها المتلبِّدِ
و كأنّما طلَّ الرَّبيعُ على الدُّنا
فتفتَّحت من خدِّهِ المتورِّدِ
أحجارُ غارٍ في حراءَ تشعشعتْ
و زهتْ بنورِ المصطفى المتعبِّدِ
لا يومَ يشبهُ يومَ بعثِ محمَّدٍ
و الكونُ حتماً مثلَهُ لم يشهدِ
ما جاءَنا إلّا ليصلحَ شأننا
عتقاً لعبدٍ في الورى مستعبَدِ
روحي فداءٌ للنبيِّ و آلهِ
تاقتْ ضلوعي للحبيبِ الأمجدِ
ربّاهُ هيئ لي لقاءً علَّني
أروي ضلوعي من طهارةِ مرقدِ
ربّاهُ أَطْفِئ شوقَ قلبٍ قد لوى
هدئ جمارَ فؤاديَ المتوقِّدِ
حسان يوسف
شكرا لكم
ردحذف