الجمعة، 2 نوفمبر 2018

عودة الهالوين الشاعرد. احسان الخوري

عَوْدَةُ الهَالُوِينِ ...
بِقَلَمِ د. الشاعر إِحسان الخوري

لَيْسَ مَنْ يُوقِفُ الفَاجِعَةَ ..
رِيَاحٌ خَادِعَةٌ فِي الوُديانِ ..
الأَجْوَاءُ بَارِدَةٌ ..
مُتَأَلِّمَةٌ ..
وَمَكِنَاتُ المَوْتِ لَا زَالَتْ تَعمَلُ ...
فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمُ ..
يَوْمُ الهَالُوِينِ ..
يَوْمُ جَمِيعِ القِدِّيسِينَ الَّذِينَ غَادَرُوا ..
يَوْمُ الأَروَاحِ الضَّائِعَةِ ..
فَعَلَتْ تِلْكَ المَكِنَاتِ فِعلُهَا ..
كُلُّ شَيْءٍ كَانَ حَقِيقِياً ..
وَلَيْسَ مِن العَالَمِ المَسحُورِ ...
بَدَا الرَّنِينُ الأَخِيرُ كَالهَوْلِ المُفْزِعِ ..
أَصْوَاتٌ صَارِخَةٌ ..
رَقَصَاتٌ مِنْ الظِّلَالِ الرَّمَادِيَّةِ ..
إِثَارَاتٌ لَيْسَتْ مَكْتُوفَةُ الأَيْدِي ..
صَرَخَاتٌ كَوْنِيَّةٌ لَا تَنْتَهِي ..
مَوْجَاتٌ مِنْ تَقَلُّبَاتِ الاِنْهِيَارِ ..
مٌحاولاتٌ لِصِنَاعَةِ الأَجْسَادِ ..
ولَيْسَ لِلتَّخْوِيفِ وَالتَّرهِيبِ ..
الفَرَاغُ هُناكَ صَامِتٌ ..
وَرُبَّمَا بَعضُ ضَجِيجِ الخَلْفِيَّاتِ الغَامِضَةِ ...
هَاتِفَ الإِحيَاءَ لَا يَتَّصِلُ بِالمَوْتَى ..
المَوْتُ لَا يَنْمُو ..
هُوَ يَخْتَرِقُ الأَشْيَاءَ ..
هَلْ هُوَ لَعْنَةٌ كَوْنِيَّةٌ..؟!
أَمْ إِنَّهُ مُخِيفٌ حَدَّ الارتِعابِ ..
وَرُبَّمَا يُمْطِرُ وَيُمْطِرُ بِالأَفَاعِي ...
مَاذَا عَمَّنْ غَادَرُوا ..
هَلْ سيَحتَفِظوا بِعُقُولِهِمْ ..
هَلْ لَدَيْهِمْ أَفْكَارُ الكَائِنَاتِ الحَيَّةِ ..
هَلْ هُنَاكَ رَفَاهَةٌ كَوْنِيَّةٌ ..
هَلْ كُلُّ مَا تَرَاهُ رَائِعٌ ..
أَمْ هِيَ عَمْيَاءُ ...
هَلْ تَعْمَلُ ذَاكِرَتَهَا ..
هَلْ تَتَذَكَّرُ الحُبَّ وَمُعَانَاتَهُ ..
إِيمَاءَاتُ الاِنْسِجَامِ ..
تَيَّارَاتُ القَلِقِ ..
وَالنِّسْيَانُ ...
هَلْ هِيَ تَنَامُ وَتَتَمَدَّدُ ..
هَلْ تَتَكيءُ قَلِيلًا ...
أَيْنَ غُرفَةُ النَّوْمِ ..
أَيْنَ الدُثُرُ ..
الوِسَادَةُ والسَّريرُ ..
هَلْ هُنَاكَ أَمْتِعَةُ لتُرِتِّبها..
وَمَاذَا عَنْ المِعطَفِ الثَّقِيلِ ..
وَأَيَّامِ الثَّلْجِ وَنَارِ المِدفَأَةِ المُتَّقِدَةِ ...
أَيْنَ شَهَوَاتُ القُلُوبِ ..
هَلْ تَتَذَوَّقُ الجَمَالَ ..
مَاذَا عَنْ رَائِحَةِ كَعكَةِ المِيلَادِ ..
عَنْ التَّنْهِيدَةِ المُرِيحَةِ ..
مَاذَا عَنْ المُوسِيقَى ..
أَيْنَ الحَرَكَاتُ ..
وَأَيْنَ الحَوَاسُّ ..
مَنْ سَيَقُولُ الوَقْتَ مُتَأَخِّراً ..
وَمَنْ سَيُشْعِلُ الشَّمعَةَ فِي الزَّوَايَا المُظْلِمَةِ...
مَاذَا عَنْ السُّقُوطِ المُفاجِيءِ ..
هَلْ هُنَاكَ مَسْؤُولِيَّاتٌ فَوْقُ ..
أَمْ هِيَ رِحلَةٌ صَعبَةٌ وكسيحةٌ ..
وَليسَت دَائِمَةُ الاِنْشِرَاحِ ...
هَلْ الفُصُولُ هُنَاكَ مُخْتَلِفَةٌ ..
أَمْ هِيَ مَلِيئَةٌ بِالرَّمَادِ ..
هَلْ لِلشَّمْس هُنَاكَ أَشِعَّةٌ وَنُورٌ ..
وَمَاذَا عَنْ رَوَائِحِ الفَضَاءِ ...
هَلْ تَشْعُرُ مِنْ بَعضِهَا بِالخَجَلِ..
هَلْ لَدَيْهَا خِيَارَاتٌ مَادِّيَّةٌ ..
مَاذَا عَنْ أَسْرَارِهَا القَدِيمَةِ ..
وَهَلْ هِيَ تَهْمِسُ ...
أَتُسَائَلُ وأتسائَلُ..؟
هَلْ هِيَ مُرَاقَبَةٌ ..
هَلْ تَشِيخُ لِتَحتضِرَ مَرَّةً أُخْرَى ..
هَلْ سَتَنْتَظِرُ حَتَّى المُنْتَهَى البَعِيدَ ..
أَمْ سَتَبْقَى كِتَابٌ مَجْهُولٌ لَمْ يُقْرَأُ بَعْدُ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق