الاثنين، 1 أكتوبر 2018

رحيل مؤجل الشاعرة هبة حامد

(  رحيل مؤجل  )

في كل مرة أحاول لملمة أوراقي المتبعثرة هنا وهناك، ان أرتب
الفوضى المسيطرة على مقاعد فؤادي،ان أكبت دخان مشاعري
المتآكلة ولكني عجزت.
كانت ذكريات فشلك كرجل استند عليه من مخالب الحياة  تتراقص
أمامي،وكأن القدر يعاتبني على اختياري البائس لك،فقد أعلنت
بك تحديدا أمام الجميع،و راهنت بكل غالي ورخيص على ان
قصتنا سيضرب بها المثل عبر أزمنة متتالية.
ولكني خسرت الرهان امام نفسي،فلم تعد فارسي الجسور ،ولم تعد
صمام أمانٍ ضد تقلبات الزمان، وبرغم كل الصبار الذي زرعته في
شرفة قلبي
الا أنني سانضال حتى النهاية، أتدري لماذا... ؟!!
ليس وفاءً  لأيام جمعتنا ،ولا عشقًا لحياة كنت فيها معي،ولكن من أجل
هؤلاء الصغار، فماذنب حياتهم وهي تترنح بين أب أناني لا يحرك من
جهده قيد أنملة،وبين أم رسمت الاقدار على وجهها خرائط الشيخوخة!
لن ارحل ياعزيزي....
ولن امهلك وقتا لتعيد الادوار إلى أماكنها الصحيحة،فالأمر بات متأخرا
للغاية،والأمر لم يعد يهمني بهذا القدر،ثم إن  صورتك قد ألتهمتها
حقائق الايام،فلم أعد أراك بنفس العين المحبة. بل صرت امامي
كالعاجز الذي أصيبت رجولته في حادث مهلك.
ساواصل سبيل جهادي بنفس الأداء والكفاءة ،وربما أحرقت حطب
المسؤولية بداخلي لانطلق أسرع في إنجاز المهام الملقاة على عاتقي.
فأنت قليل الحيلة،عديم النفع،بارد التواصل،لا يهمك سوى تحقيق
رغباتك وأشباع أفكارك،أما من على الارض فليحصدهم الطوفان.
سأرحل ،ولكن ليس الآن ،فمازالت القدور على مواقد الحياة،
والطعام لم ينضج بعد،و صحون المستقبل لم تجهز،ولكن يوما ما ،
ستطيب مأدبتي بما لذا وطاب وسأجنى حصاد كفاحي لسنوات طوال.
ساساعد الصبية على تجاوز الأمر والوصول لبر الامان،وتحقيق
أحلامهم المرجوة.
ثم سأبدأ في حزم حقائب أموري،وانتشال روحي من وحل الاوجاع،
والتنفس بحرية في حياة جديدة.سأخلع عني كل ثياب الماضي البالية،
و ارتدي أخرى تليق بمقاس أفكاري وازيح عن كاهلي عبء بطولة
مارستها سنوات عديدة،أليس للروح حق حفظ الكرامة والحياة؟!
#هبةحامد#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق