الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

ليتني مثل نحلة بقلم د.فواز عبد الرحمن البشير سوريا

ليتني مثل نحلة

قصّةُ الأمسِ لم تزل في الحكايا
كخيالٍ أبصرتُه في المرايا

نحلةٌ تسعى في براحٍ فسيحٍ
تصنعُ الشهدَ صالحاً لشفايا

تلثمُ الوردَ فوقَ غصنٍ تلوّى  
ثمَّ تعطي رحيقَهُ كالهدايا

ولها في كلِّ الحقولِ مساع ٍ
تنشرُ الخير َأو تثيرُ الخبايا

ليتني مثلُها أسيرُ بدربٍ
أنفعُ الخلقَ كلَّهم والبرايا

ليتني كنتُ خالياً من همومي 
أنشد ُالحُسنَ طيبّاً في غُنايا 

ليتني كنتُ صامتاً في وجودي
باذلاً دفءَ  مهجتي لسوايا

ربّما كنتُ عندَها حرَّ نفسي
لا تراني مُشكّكاً  بالنوايا

كلُّ شيءٍ عندي مصانٌ وفعلي 
صادقٌ ليسَ تابعاً لهوايا

غيرَ أنّي في علّتي صرت ُأسعى 
معرضاً عن تعقّلي وهُدايا

من حلالٍ أو من حرامٍ سواءٌ
أكسبُ المال َسائراً للمنايا

يا لنفسٍ في غيّها تتمادى   
وتخبّي فسادَها في الزوايا

ليسَ تنأى عن الشرورِ بحالٍ
لا ترى بداً من ركوبِ الدنايا

كيفَ ألقى غداً إلهاً عزيزا ً
بذنوبٍ فعلتُها في عَمايا

وفسادٍ قد كنتُ أرفلُ فيهِ
ومآسٍ خلّفتُها من ورايا

ومعاصٍ قد كدتُ أغرقُ فيها
وحياةٍ مملوءة ٍبالرزايا

كيفَ ألقى ربَّ السماء ِبوجهي
عندما  يُحشر ُالأنام  ُعرايا

ليتَ من يعرف ُالطريق َيواسي
ليتهُ يَروي مفصحاً عن دوايا

أحسبُ الخلقَ كلَّهم في سعود ٍ
في نعيمٍ مخلّدٍ ما خلايا

ليت َشعري لقد تعبتُ كثيرا ً
ففؤادي هوى وخارَت قوايا

د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق