زمان الماء / للشاعر د. سامح درويش
https://youtu.be/GnxKmwMDfHs
__________________
مرت بيَ البنتُ الجميلة
حينما انداحت عليها نظرتي
ابتلَّتْ
فأزهر في سنى أنفاسها الفلُّ
قالت ليَ الحسناء
- لما مسَّها الطلُّ - :
" هذا زمان الماء ..
لا لون
و لا طعمٌ
و لا شكلُ
من سافروا ..حلّوا
في الأعين الحيرى
فهل ضلّوا .. ؟ !
يمتد من زفراتهم ظِلُّ
و تسافر الأحلام
تحمل في حناياها
جنون الماء
تَنْسَلُّ
لمسارب السدُم البعيدة
تسكب عندها الآهاتِ
ينْحلُّ
أفق تحدَّر عنده الليلُ
و يساوم المطْلُ
آمالهم
حتى إذا ملّوا
برق السراب
و شد خطوتهم
و أرهقها ..
فأهرقها
فتشرَّب الرملُ
أحلامهم ،
و تعرَّتِ الأشجار حزناً
و انحنى النخلُ "
...............
" النجم يبتلُّ
بدموع من ذهبوا
و من ظلّوا
و من ولّوا
هذا زمان الماء "
– قالت -
بللتني عندما قالت
و أغْرَقت التنهد
فاختنَقْتُ
و كل ما حولي هلاميٌّ
و مائيٌّ
و مختلُّ
..................
ماهت لنا الأشياء
ماهت من توترها
و قالت لي الجميلة
حينما مرَّت
و في نبراتها يتقطَّر القولُ :
" ماء دمي ..
و مدامعي ماء ...
و موطننا
ماء تسرَّب من يدينا
و المدى مَحْلُ "
...................
قالت
و مرَّتْ ...
ثم سالت
فوق أهداب الثرى
حتى تشرّبها التراب
و لم تزل قطراتها
في القلب تنهلُّ
2000
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق