الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

وردة الوردات الشاعر د.صالح العطوان الحيالي

وردة الوردات
----------------------.د.صالح العطوان الحيالي. العراق.28.9.2018
مرت بالمجتمع ضروف قاسية تغيرت الناس ضاع الأمن وضاعت القيم إلا ما شاء الله وهذه قصة من الواقع
هي اسمها وردة ومن الجمال الذي اعطاها لها الله يسمونها وردة الوردات ..وردة هذه تزداد بهاءا بخلقها الرفيع وابتسامتها التي لاتفارق ثغرها المشرق بالسعادة والناطق بكل حلاوة.... الجميع يحبونها...زوجها الذي أنجبت له توأمين لم يتخطيا ربيعهما الثالث ...وأبيه وأمه المسنين اللذين يسكنان معهما في ذلك المنزل المبني من الطين و المطل علي الساقية الكبيرة في الريف ..ورغم شظف العيش و قلة دخل زوجها العامل في كراج غسل للسيارات علي الطريق الزراعي المسافر الي المدينة ...رغم كل ذلك الا ان الحياة كانت تمر يسيرة كالماء الجاري امامهم في تلك الساقية النابعة من عمق الزمن ...ذات صباح تختفي وردة فجأة ..تاركة طفليها وزوجها والجميع !! كانت آخر مشاهدة لها عندما رآها أحدهم وهي تستقل تلك السيارة بعد أن أجبرت على الركوب من امام منزلها ...الشمس تتكور حمراء منتحبة عند أصيلها... الليل يسدل ستائرة بكآبة علي المنطقة كلها ...الناس جميعهم يتجمعون امام منزل زوجها الحزين ...الذهول يرسم علي وجهه الشاحب آلافا من علامات التعجب !! ..الجميع ينطلقون في جنون هنا وهناك في القري المجاورة وعلي الطرقات السريعة ...ولكن بلا فائدة ...غابت وردة في سحب الحياة المظلمة ...قوات الأمن تكثف تحرياتها وتقوم بحملات تفتيش واسعة .. بلافائدة ....صورها علي جدران الحيطان في كل انحاء القرية والقرى المجاورة ...والمحطات والطرقات ...وعلي صفحات الانترنت وشاشات التلفاز ..تمر الليالي ...وراء الليالي ....والايام ..ليسقط كل اهل القرية في حيرة وجنون ...فهي لم تكن في يوم من الايام ساقطة او امراة لعوب ..علي الرغم من فقرها وفقر زوجها وعائلتها الا انهم لايمتلكون الا كرامة وشرف يضحون من اجلهما بكل الغالي والنفيس ...شهران يمران علي اختفائها ..ويبدأ اليأس في بناء أعشاشه في نفس زوجها واهلها والجميع ...يستسلمون ...حتي جاء صباح يوم أتي فيه رجل ذو هيبة وهيئة ينزل من سيارته الفاخرة علي حافة الساقية الكبيرة ليقرع باب منزل زوج وردة...ليخرج له ابيه ويخبره ..ان زوجة ابنه عنده في المدينة وانه عثر عليها أمام منزله عند خروجه لصلاة الفجر منذ يومين مكبلة اليدين والرجلين ومكممة الفم وملابسها مهترئة وغائبة عن الوعي وبها جروح في كل جسدها لتاخذها والدته لترعاها وتسعفها ثم عرفنا منها قصتها بأنها خطفت من أمام منزلها في هذا البيت الصغير..يهرول الجميع مع الرجل ...كل اهلها واهل زوجها ...ساعتان تمران وتلتقي بهم ...وهي خائفة مصدومة من ذلك الواقع الأليم المجهول...تختلي بزوجها دقائق ...ثم يطلق امام الجميع قراره بتطليقها لترتسم علامات من الدهشة والذهول علي وجوه الحاضرين ...ويحذرها بانها لو اتت خلفه لتطلب طفليها فسوف يقتلها امام كل اهل القرية....يعود الي قريته ويقوم بطرد امها وابيها بمساعدة الأهالي تصاحبهم لعنة العار فكل جريمتها انها اختطفت واغتصبت وهذا ما ابتليت بها وما جنت علي نفسها الا ان قدرها اوقعها في يد من لايرحم ولا يخاف الله ....يقرر ذلك الثري الذي انقذها الزواج بها ...فقد سبق له الزواج لاعوام عشر وماتت زوجته ولم ينجب منها وهاهو القدر قد ساقها اليه ...فقد رق قلبه لها واطمئن... تعيش معه في رخاء وسعادة ..لامثيل لهما ..وهاهي تحمل له ابنا ذكرا ...ولتكتمل الفرحة .... جلب لها ابويها ...وتعيش في هناء.. لكن في حياتها انكسار يحس به زوجها المخلص ...هي لم ولن تنسي طفليها التوأمين من ذلك الظالم الذي طلقها وهي ضائعة في أحلك واتعس ايام حياتها ....وتمر الأعوام مسرعة ...لتفاجأ في ذات صباح هي وزوجها بعجوز ومعه فتيان يطلبان من الاذن في الدخول من باب البيت فياذن لهم الرجل... فعرفته فهو والد زوجها الاول جاء يخبرها بموت طليقها في حادث اليم وانه حتي يبرئ ذمته امام الله أتاها بولديها ....التوأمين ....يغادر العجوز ...وهاهي تكتمل سعادتها بعودة فلذتي كبدها ..ويبتسم لها القدر حينما استجابت السماء لدموعها المستغيثة برحمة المولي العظيم .
د.صالح العطوان الحيالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق