الثلاثاء، 29 مايو 2018

الولد الصالح بقلم رحيمة حزمون

الولد الصالح
عند محطة القطار تقف عجوز
تنتظر عودة حفيدها الغائب
عنها لأعوام وفجأة تعب قلبها وقعت بارضها
والتف الناس حولها كل واحد
منهم ينتظر الاخر ان يحملها
ونقلت إلى المستشفى وبعد ذهابها بربع ساعة وصل حفيدها
ولم يجدها وقف يتساءل في دهشة واستغراب اين تكون قد ذهبت ولما لم تنتظر عودتي
اهي مريضة او ماعدت اعني
لها شيء ومضى إلى بيته
على امل ان يجدها في انتظاره
وفتح الباب بهدوء حتى لا تعرف انه أتى وتتفاجأ بقدومه لكنه لم يجدها وبدأ يقلق عليها وراح يسال جيرانه فقالوا انها خرجت مند صباح الباكر تنتظر عودتك
فلبس معطفه وعاد للبحث عنها في مركز الشرطة والمستشفيات ولم يعرف لها خبر فعاد إلى بيته وسلم أمره إلى الله والخوف يلون وجه ودقات الساعة تزيد من خوفه وفجأة شعر برغبة في النوم تسطح على مضجعه قليلا لكنه غط في نوم عميق جدا ولم يشعر بنفسه حتى أذن الفجر فنهض منزعجا على جدته صل الفجر وذكر الله وبعد ربع ساعة رن الهاتف فاصابه شيء من الرهبة وكان متردد في الرد
خوفا ان يكون خبر سيء يتلقاه
خلال هذه المكالمة فكذب شعوره
وقام برد على المتصل وكان شعوره في محله الاتصال كان من المستشفى أخبروه ان جدته بين الحياة والموت وينقصها دم ولم يكد يسمع الخبر حتى انفجر بكاء متل الصبيان وراح إليها متبرع لها بدمه وكان ذلك بعد فوات الأوان لفظت أنفاسها وهي تردد حفيدي تمنيت رؤيتك لكن القدر شاء لضوء عيوني ان يغيب واحرم من رؤيتك لابد وبكى حفيدها وهو يسقيها الماء قبل الرحيل ماسح على جبينها بادعية الرسول وموصيها بنطق الشهادتين حتى تكون من اهل الجنة والنعيم
وكم كان الفراق صعب على الحفيد ولم يستطع نسيانها لسنين وماقطع زيارة قبرها في كل وقت وحين والدعاء الله لها
ان يتغمدها برحمته وان يجمعه بها في الخير ان شاء الله
يقول الله تعال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من تلات صدقة جارية او ولد صالح يدعو له اوعلم نافعا ينتفع به والحمد لله ان هذه الجدة تركت هذا الحفيد الصالح يدعو لها بعد وفاتها

بقلم/ رحيمة حزمون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق