الثلاثاء، 17 أبريل 2018

طفلة سورية بقلم محروس فرحات

....طفلة سورية.....
تسألني عيونك حائرة
هل نحن اخية احياء؟
هل نحن بقينا علي الدنيا
من بعد قصف وشقاء
أم نحن الآن على قدر
أن يأتي قصف الأجواء
أختاه امي قد ماتت
من فعل قومي السفهاء
من قبل ابانا قد غادر
في رحلة شوق الشهداء
والبيت اضحي هنا طلل
والبسمة عادت بلهاء
روض قد حال الي هدم
والبسمةة أضحت سوداء
أختاه هل يأتي أبانا؟
هل تأتي أمي تضحكنا؟
هل نسمع صوت الإنشاد
للطير بين حديقتنا؟
أم أن الدنيا أختاه تأبى
أن تحنو فتسعدنا؟
ما بال عيونك يا اختي
تمتلئ دموعا تسحقنا؟
ردي أختاه كفى صمتا
فالصمت غطى  حديقتنا
والبوم الرابض في الربوة
كانت بالأمس  سلوتنا
تلك الاحجار كم نمنا
في ظل بناء قد شيد
من هدم فينا أحلاما ؟
من ساق الذل إلى السيد؟
من سار على درب مظلم؟
من هدد فينا من قيد ؟
ويل أختاه لمن ظلم
ويل للساكت من أيد
من جار على أمن صغار
من حرق بنار من شيد
للظلم صروحا واختال
من فوق عظام  وتسيد
أختاه إني جائعة
والبرد القارص قد عربد
والجوع يمزق في كبدي
وعظامي كادت تتجمد
هل عندك بعض نأكله؟
أم  عندك ماء نتزود؟
أم أن لديك هنا موقد؟
كدت من برد أتبدد
 يا عين الأخت الحانية
ضميني لصدرك اتمدد
ضميني إليك أختاه
هل يسمع أحدد ما عدد؟
العرب نيام أختاه
والصمت يدور في صمت
والناس تخطف أختاه
يخطفها الجوع وقد أفضت
يارب أين حديقتنا؟
بل أين زهور قد شقت؟
بالعبق الساحر أختاه
وطيور عادت وتغنت ؟
أضحت في صمت أختاه
من كرب نامت بل صمتت
يا كل العالم لو تدري
أنا سنظل على عهد
يا كل العرب كفى نوم
قد نمت من قبل المهد
والقاتل يشرب في دمنا
قد بلغ عناء بل جهد
ماشبع يوما من دمنا
إنا والله الي المجد
كل المسفوك من دمنا
يوما سيزيد لنا نورا
الباقي منا من عظم
إن متنا سيكون سعيرا
يشوي من ظلم وتجبر
من زرع للغدر بذورا
هل تسمع يوما سيدنا
عن ظلم أصبح دستورا ؟
عن قهر نام الي الأبد
من فوق جثث منثورا؟
عن جهل بقي في أمم
تأباه  شهيقا وزفيرا؟
يوما سنعود ببهجتنا
إن رحل الظلم إلى العدم
نبني من بعد حديقتنا
نسمع أطيارا في القمم
تشدو باللحن وقد سار
شدوا بالعز وبالهمم
نضحك يا قومي وقد زالت
أحلام من بعض الرمم
ونخط من فوق جراح
كادت أن تفضي الي العدم
نحن أحياء يا قوما تركونا
في ذيل الأمم
تركونا في ذيل الأمم
.#محروس فرحات#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق