الأحد، 29 أبريل 2018

طال المسير بقلم الشاعرة نعيمة المديوني

****** طال المسير ******

يشتدّ بي الحنين
يختلج داخلي غرام عسير
تشدّني الذّكريات إلى عالم كنت فيه أسير
مكبّلة بالعشق والحنين
والعشق صومعة تحلو فيها تراتيل المتحابين
جمعت حقائبي وعزمت على الرّحيل
أبحث عن خلّ غاب دون وداع ولا نذير
علّ الشّوق ينفجر ينابيعَا تنير الدّرب الطّويل
علّ الغرام يلقي بظلاله فأستنير
أعبر الطّرقات تدفعني ذكريات كقمر منير
يا ساكن الوجدان
الأحلام تصدح باللّحن الجميل
الفؤاد يهفو الى ملقاك كطفل صغير
يحنّ الى ثدي أمّه المعطاء الغزير
تكبّله قُبُلات أعذب من واد خرير
يا غرامي تشدّني اليك أنفاس الفجر المنير
تحت زيتونة وارفة وقّعت بنود الغرام المثير
تدثّرت بهواك فنسيت أشجاني وقسوة السّنين
داعبت أوتار العود فرددّ زرياب عذب ألحان الجوى
وجدتني أثمل بدون خمرة
أهيم فيك كضرير يبحث عن النور والنّور فيه مكين
أملأ اقداحي من خمرة رضابك
أستزيد قبلا من فم جوّاد أصيل  
تهمِس أحلامي أن زدني من الغرام
فهواك جنون فاق الجنون
مفتونة يا هاجري
تنهش روحي صرخة رفيفها عشق وحبور
تقودني خُطواتي واثقة المسير
ترافقني الأماني أنّ أسير
تداوي جراحي وتمحي دموعا أضناها بعد الغوالي
وسهر الليالي عارية من آه جميل
غرّدي ياليالي السّهاد
فقد طال المسير والعمر قصير
اعزفي يا أوتاري عذب الألحان
قد يصلنا العزيز قبل المغيب
فنكرع من الهوى ألوانا ونسبح في الوجد شطآنا
أحببناه
همنا به
سكبنا عليه من أنفاسنا عطر الحياة
فرشنا له أحلامنا بساطا عليه يستكين
آه يا غرامي لو تدري ما فعلت بنا الأشجان
يوم غبت عنّا وأغلقت ستائر الودّ
يوم هجرت أحضاننا واشعلت فتائل السّعير
مال قلبك بالودّ ضنين
ليت شعري ما أوصدت أبواب الغرام
وما هجرت الوكر الجميل
لكنتَ وكنتُ من الهوى ننهَل أقداح المُدام
صبحا وأصيلا.....................................

نعيمة المديوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق