الثلاثاء، 17 أبريل 2018

اين المداوينا الشاعر عبد الرزاق الرواشدة

أين المُداوينا!؟
يـــا بـــائـــــعَ "الجــــوكــــر"    أرويـتـنــــــــــا طينـــــــــــا
سُمَّـــــــــــــاً تُنــــــــاديهــــــا     أفنيــــــتَ صــــــاحينــــــــا
ألـقـيــتــهــــــــا همَّــــــــــــــاً     مــــن فــــــــوق رأسينـــــا
ألـبـسـتــنــــا ثـــــــــوبـــــــــاً     بـــالشــــــــوك يُــــدمينـــــا
حتــــى هـــــــوى صُــبـــــحي    واللَّيـــــــــــلُ يقــضـيـنـــــــا
مـــــــن هــــولهـــــا نـــــاحت    أحــــــــــداقُ وافـيـنـــــــــــا
لا نـصـعــــــدُ العـــــــــالــــــي    أوهيــــتَ مـــــــــاشيـنـــــــا
حـــــــــــارت ولا تقـــــــــــوى    كــــــم تشكـــــــو أيـــدينــا!
لمّــــــــــا لهـــــــــــا لمَّــــــــت    تــــــاهـت نـــــوادينــــــــــا
يــــــا حســـــرتــــــي أنحـــــت    أنــــــــــوارَ صـــــافينــــــا
غـــــــابت لـــهــا حُـــــــبّـــــيِ     مــــــا عـــــــاد شـــــادينــا
غطـــــت علــــــى صـــــــــدرِي    أهــــــــــواءُ عـــاصينــــــا
أزهـــــــــارُنــــــــا مـــــــــاتـت    والطَّـــــــــلُّ نــــــاسينــــــا
لا تـسـتحـــــــــي منَّـــــــــــــــا    أمــــــــوالُ شـــــــارينـــــــا
فــــــي وصفهــــــــا تشـــــــدو    لحنـــــاً عــــــــلا فينـــــــــا
مـــــــــــا بالُهــــــــا شــــــــدَّت   أبكــــــت مـــــرامينـــــــــــا
قلهـــــــــا لهـــــــم يكفــــــــــي    فـــــــالأمـــــن راعينــــــــا
إن يـقـتـضــــــي الأمــــــــــــــرُ    فـــــالقيـــــــدُ يُـشـفـيـنـــــا
ممـــــــــن عتَّـــى مـنهـــــــــــم    ألقـــــــــــوه واجينـــــــــــا
الخيــــــرُ فــــــي وطنــــي    أُردنُّ يــحــمــيــنــــــــــــــا
مــــن فــــــاســـــدٍ يهــوى    إبعـــــــــادَ هـــــــانينـــــــا
والله لــــــن نــــــرضـــــى     مــــــن غــــــاضَ أهلينـــا
أو رامهــــــا ســـوقــــــــاً     يطـــــــوي أمـــــانــيـنـــــا
فــــــــي كفِّنــــــا يعلـــــــو    اللـــــــه يُبــــــريــــنــــــــا
مـــــــن شــــــرِّهم ننجــــو    كـــــــي لا تُعــــــادينـــــــا
نـــــدعـــــــوك يــــــــا ربي    خُــــــذْهــــــم جثـــــامينــا
ليــــــــــلاً علــــى نعـــشِ      فــضَّـــــــــاً ولا لينـــــــــا
موتـــــــاً لهـــــــم موتــــــاً    أربــــــــابُ غـــــــازينــــا
حتـــــى نـــــــرى عنهــــــم    شـمـســــــــاً تـــدَّفينــــــا
نــــــوراً ســـــــرى همــسا     صــــــــافٍ يُــــــروِّينــــا
لا يـسـتــــــوي حــــــــــالُ      إلاَّ إذا فـــــيــــنـــــــــــــا
ديــــــنُ الهُــــــــدى يسمـــو   إن كُنَّـــــــــا واعينـــــــــا
يُفنــــــي الأســـــــى عنـــــا    مــــــا عــــــاشَ رامينـــا
فاصحــــــوا بنـــــي قومـــي   وارمُــــــــوه عــــــامينــا
قبــــــل الـــــــرَّدى يـــــــأتي   كالـــــــمــوجِ يُخفينـــــــا
فـــــــي حينهــــــــا نبكــــــي   أيــــــــن المــــدُاوينـــــا؟
أوصـيـتهــــــا نُصحــــــــــــاً    أنتــــــــم ووالينـــــــــــا
مــــــن أمسِنــــــــا شربــــت    يــــــا حُسن ماضينـــــا!
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبدالرزاق الرواشدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق