( الرَحيلُ الكَبير )
خَمسٌ منَ السِنين.… وأنتِ لا زِلتِ تَرحَلين
مُذ رَكِبتِ السَفين … لِقَلبيَ تَحمِلين
روحي تَهيمُ فَوقَكِ واليَقين … كَيفَ أنتِ تَجرُئين ?
وَيُرفَعُ الشِراع … وأنتِ تُلَوِّحين
حانَ وقَتُ الوداع … حانَ وَقتُ الرَحيل
تَعصِرينَ في يَدَيكِ ذلِكَ المِنديل
تَسَمَّرَت عَيناكِ في الأفقِ يَكسوهُ من صَفارِهِ الشُحوب
قَبلَ الغُروب … سَنابِلُ الشَمس تَنحَني وِ تَميل
تَنثُرُ سُنبُلاً وَقتَ الأصيل
تُلامِسُ وَجهَكِ الرائِعِ والجَميل
وفَجأةً … هَبَّت رِياحُ الجَنوب
خَفَقَت في صُدورِ العاشِقينَ القُلوب
وَيَزحَفُ الشِراعُ لِلشَمال
يَغيبُ وَجهَكِ ويَبهَتُ في الظِلال
وتَلفِظُ الشَمسُ أنفاسَها … وَتَغيب
وكَذا وَجهكُِ الجَميل … أيضاً يَغيب
من يَومِها يَستَمِرُّ في قَلبِيَ ذاكَ النَحيب
يا غادَتي … هَل نَسيتي عِشرَتي
خُلُقي النَبيل … وأنَّني فارِسُُ لَكِ أصيل
مُذ رَحَلتِ لِلشَمال … والقَلبُ عَنكِ لا يَميل
ولا يَزال يُغَيِّبُ وَجهَكِ ذاكَ الرَحيل الثَقيل
غابَت مَلامِحُ الوَجهِ الجَميل
خَمسٌ مِنَ السِنين … ولا تَزالي تَرحَلين
وَيَرحَل في إثرِكِ وَطَني … إن مُتِّ ماتَ الوَطَن
أنتِ الوَطَن .. والشِراع … هُوَ الكَفَن
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق