الاثنين، 16 أبريل 2018

دراهم المجاملة بقلم عبد الزهرة خالد

دراهم المجاملة
——————
حرفٌ من أيلول
خريفي الطباعِ يحملُ منشارَ الصوتِ
بوجهِ جذوع الفيء ،
شهرٌ مجهولُ
يعتري اليومَ اليابس
في الأسبوعِ السابع
من عمرِ القمرِ ،
لأنّ الشوقَ ينزلُ عادةً من ركامٍ
يرممُ فيه سوادَ الليلِ
على منضدةِ العشقِ ،
قرصاتُ البردِ تنعى العطرَ المستديم
من معطفِ الشتاءِ الحزين.
لم تكنْ القساوةُ من الموقدِ أو الصحفِ اليومية
ولا اللهيبُ المذنبُ دونَ الألسنةِ الصفر
يخنقُ الموسمَ في أيقونةِ الفراغ ،
لم تكنِ النارُ أسوءُ حظاً
من ذي قبلها
فالعيدانُ تدمعُ العيونَ ،
الخشبُ المقطّعةُ أكتافُه
بريءٌ مثل براءةِ الذئبِ
من أسلاكِ حضيرةِ القطيع ،
لقد سدّوا أنفَ الأرضِ
بدخانِ الفقراءِ
وأغلقوا عيونَ الغيومِ
بكفوفِ الشمسِ ،
أنّهم يعلمون
أنّ موسمَ الشقائقِ
موعده غليانُ الماءِ
في أباريقِ العبير
تلك هي الفرصةُ الأخيرة
للصقيعِ أن يعاشرَ ذوبانَ الشموعِ
وعلى خواصره
تذوي حرارةَ العتابِ ،
العبرةُ لمن يلوّحُ للتوديع
حينما ينفلتُ المساءُ من قبضةِ النهار
بدارهمِ العيدِ السماءُ تبيعُ مجاملةً هلالها للأطفالِ…
———————————
عبدالزهرة خالد
البصرة /١٦-٤-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق