الاثنين، 26 فبراير 2018

صياد بلا سلاح بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(  صيادٌ…  بلا سُلاح  )

وَجَدتها عندَ السفوحِ تَجلِسُ

تُحيطها  الأعشابُ  والنَراجِسُ

رُبَّما أصابَها مَلَلٌ  ... أو عَلٌَها الوَساوِسُ

أو رُبَّما غابَ عَنها الفارِسُ

إن جِئتَها عَلٌِي لَها أؤنِسُ

مَشَيتُ في حَذَرٍ  أُحَسٌِسُ

هَل تَرفُضُ يا تُرى صحبَتي ?  وهَل تَهونُ الأنفُسُ  ؟

قُلتُ في سِرٌِي : سأدَّعي  بأنٌَني  صائِدٌ بائِسُ

أسعى بِها  جِبالَنا ... وفي الهِضاب ...  أغلُسُ

بِلا  سِلاحٍ ظاهِرٍ ...  وبِلا  كَلبٍ  لِظَهري يَحرُسُ

أو أقول : أنٌَني تائِهٌ  ...  أو رُبٌَما مُفلِسُ

دَنَوتُ مِنها قائِلاً  : هَل تَسمَحي لي قُربَكِ أجلُسُ ?

أردَفتُ  مُربَكاً  : أنا صائِدُُ  للغَزالاتِ أقنصُ

قالَت : مالي أراكَ أعزَلاً  ... منَ السلاحِ  ؟

وأردَفَت  ...  أم أنٌَكَ  كاذِبُُ ... وتابَعَت تَستَأنِفُ ...

أينَ السِلاح   ... والكَلبُ يَجري ... وذلِكَ الفَرَسُ ؟

أجَبتها  : أقنُصُ الغِزلانَ بالكَلامِ العَذبِ فَتَنَسُ

وتَتٌَبِع  خَطوَتي ...  لا تَموء ... ولا تَتَنَفٌَسُُ ...!!!

قالَت : وَما تَقولُ لَها ...أيُّها المُدَلِّسُ

أجَبتَها :  لِنَفتَرِض أنَّكِ مَكانَها

وَقَفتُ مُنتَصِباً أمامَها أُمَثٌِلُ حالَتي لَها

وأخَذتُ أجمَعُ الزُهورَ في أناقَةٍ من حَولِها

قَطَفتُها النَراجِسُ  غَضٌَةً ... يَفوحُ مِنها الأريجُ

إنحَنَيتُ لَها كَأنٌَها مَليكَتي

واضِعاً تِلكَ الزُهور ... في حِجرِها

أميرَتي…  هذا لَكِ…  عَفواً…  قَصَدتُ لَها

وإتٌَجَهتُ أنا لِبَيتها…  ودَخَلتُ حِصنَها

قالَت : لِما دَخَلتَ البَيت ?

أكمِل ... وماذا  تَقولُ لَها ?… !!!

أجَبتها : من بَعدَ أن دَخَلَت لِبَيتِها…

أُكمِلُ  …  ها هُنا  ما أقولُ لَها…  ألَستِ بَديلَها ؟

تَبَسٌَمَت  ... وأسبَلَت لي جَفنَها

قُلتُ في سِرٌِي  ... وَيحاً لَهُ اللٌِسان  .... قَد غَيٌَرَ حالَها

بقلمي

المحامي. غبد الكريم الصوفي

اللاذقية.    .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق