الأربعاء، 28 فبراير 2018

خلود الحب قصة قصيرة بقلم عبد الستار الزهيري

قصة قصيرة…
خلود الحب ..
************
كانت تسير في الزحام .. لن تأبه الى من حولها .. في بالها حكايات وحكايات ترددها مع حالها .. تطرح سؤال لتأتي بجوابٍ يوافق ما تحتاح له ..أخذها الطريق الى حيث لا تدري ..أين هي لا تعلم ..كيف وصلت لا تدري ..تنظر يمينا وشمالا علّها تجد جوابا .. كل شيءٍ حولها مختلف .. الأزقة ، الشوارع ، البيوت ، وحتى الوجوه ..يا ويلتي أين أنا وكيف سأعود .. كل شيءٍ حولي سراب .. تهت وتاهت مراكبي .. تقدم نحوها رجل مقارب لعمرها في أربعينيات عمره ، رأها حائرة تحاول أن تلوذ بأحدٍ تأمن جواره .. الشمس بدأت تندثر خلف ذلك الجبل ..
فالليل قادم .. والظلام أرخى سدوله .. كلمها برقة وقال : سيدتي هل تأمريني بشيءٍ إني أرى على وجهكِ الحيرة وفي عينيكِ أسئلة تبحث عن أجوبة ..أجابته نعم فأنا تائهة .. لا أعلم أين أنا .. من صوتها وبعد نظرة من قريب لوجهها تذكرها .. أنها ذات يومٌ قبل 20 عاما أتاها خاطبا عندما كان يسكن في حيّها .. وكان هو من عائلة ذات دخل محدود ، رفضته لفقره وعندما الح في خطبتها ، أسمعته كلاما قاسيا .. تذكره بفقره ورثة ملابسه ومظهره الذي يئن من الفقر .. كلامٌ كان كالسيف على عنقه .. ولكنه قال لها : صدقتي أنا فقيرٌ لكني أحمل قلبا فيه من الحب والرحمة يجعلك سعيدة طوال عمرك .. وإني أردت أن أكون عيناكِ التى ترى لكِ الطريق .. وعكازكِ أن غدرت فيكِ الدنيا .. ولكن لا بأس عليكِ يوما ما سنلتقي .. تذكرها وبدأ يحدث نفسه أي صدفةٍ هذه .. قالت له أضعت طريقي الا ترشدني الى حيي الذي أسكنه .. أجابها بصوت حنون وبكل ود أنا سأوصلك الى بيتكِ .. اليس هو نفس ذلك البيت منذُ 20 عام .. قالت أتعرفني أنت يا سيدي .. قال لها ألم تتذكريني أنا ذلك الخاطب الذي رفضتيني لفقري .. وطردتيني من جنتكِ .. وها أنت اليوم تطلبين عوني .. تذكرت ، ندمت ، خجلت .. وقالت ليتني قبلت .. فأنا اليوم وحيدة أعاني .. خسرت ناسي بعدما فقدت أموالي .. لا أنيس لي ولا رفيق .. فقط ذكرياتي .. بأدرها بأعادة طلبه لها .. تسمرت في مكانها .. الذهول أصابها .. قالت ولما هذا أيعقل .. قال لها الحب لا يموت أبدا اذا كان صادقا .. فهل تقبلي بيّ ?.. أجابته بلا تردد بكل سرور .. أنا موافقة ..
بقلمي
عبدالستار الزهيري // العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق