الخميس، 1 فبراير 2018

عندما تهتف الآفاق بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(   عندما تَهتُفُ الآفاق. )

عِندَ الأصيلِ رآها

تَتيهُ في حُسنِها وَصِباها

تَسقي الوُرودَ ... في الرَوضِ تَرعاها

قالَ : يا وَيحَها الأيام

كَيفَ  من قَبلُ لَم أرَها في حِماها ?

هَل ذلِكَ بَيتها ?…  أم عَلٌَهُ مَنفاها ?

أينَ كانَت…  ومَن يا تُرى أخفاها ?

هَل أُخفِيَت في بَيتِها  ... ؟ أم تَراها ?

قَد  أُذهِلَ الفَتَى وقالَ : هَل أكونُ فَتاها ?

هَل أُرسِلُ الأهلَ يَخطِبونَ رِضاها ?

يُبالِغونَ في الدَلال

يُسرِفون  ... في بَذلِها الأموال

في العَطايا  والهَدايا … يُقَدِّسونَ سَماها

بِئساً  لِمالٍ…  لا يَكونُ فِداها

أم تِلكَ عادَةٌ  قَديمَةٌ  ... والزَمانُ  طَواها

حَاوَرَ  نَفسَهُ إستَفتاها

قالَ :  لو كَلَّمتَها...   ما عَساها ?

أتَرفُضُ فارِساً  يَهواها ?

مِن أوَّلِ نَظرَةٍ قَد رَدَّدَ الآها…

يا وَيحَها إن تَعَزَّزَث… ويا وَيحَها  أمٌُها وأباها

أنهى الحِوار ... في نَفسِهِ أرضاها

شَجَّعَ نَفسَهُ…  فإستَجمَعَت نَفسهُ كُلٌَ  قِواها

تَقَدَّمَ نَحوَها…  يَخطِبُ  وِدَّها

قائِلاً   :  يا وَردَةً تَسقي الوُرود

مِن شَهدِها  الشِفاه من  أريجها

يَفوح لِلوُرود  شَذاها

نَظَرَت إلَيهِ خِلسَةً  ...

ورَفرَفَت كِلتاهُما رِمشاها

يا سَعدَها  من رَمشَةٍ  يَرضاها

أردَفَ قائِلاً  :  يا أميرَةً أنا أهواها

هَل تَرغَبين ... يا غادَتي بِصُحبَتي ? 

رجولَتي مَرفوعَةٌ في رايَتي

وعِشقُكِ داخِلَ مْهجَتي

فأحمَرَّ  من خَجَلٍ  وجهها

دَلَعاً تُداعِبُ شَعرَها

كَم أُربِكَت ... وأُرجِفَت يَدَها

فَأسبَلَت جَفنَها غَزَلا

تَمتَمَت مِن ثَغرِها عَسَلا

أغنَت عَن كَلامِها بَدَلا

و لاحَ في أُفقِها أمَلا

قالَ : إنظري يا غادَتي تِلكُمُ الآفاقُ  

قَد لوٌِنَت  بالأُرجُوان 

كَم شابَهَت  لَونَ فُستانكِ الفَتَّان

تَمتَمَت ...  يا أجمَلَ العُرسان

بقلمي

المحامي. عبد الكريم الصوفي

اللاذقية.    .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق