الاثنين، 29 أكتوبر 2018

شجاعة وعفة الشاعر مشير علي الشمري

شجاعة وعفة...

أَنَا الفَارِسُ المِغوَارُ وَالضَّيغَمُ الوردُ
إذَا صَاحَ داعِ الحَرب واستَنجَدَت "دَعدُ"

وَهبّت رِيَاحُ البُؤسِ من كُلِّ جَانِبٍ
وَحَانَ اللِّقَا حَقَّاً وَغَارَت بِنَا الأسدُ

سَأُشعِلُهَا حَربَاً ضَرُوسَاً تُعَربِدُ
وَأذكِي لَهِيبَ الحَربِ يَاءَيُّهَا النِّدُّ

فَلَا الرُّمحُ يُفزِعُنِي ولا السّيفُ قَاتِلِي
وَلَا الهٍزلُ يُثنِينِي-عَن الصَّدِّ-وَالجِدُّ

أنَا الجِدّ وَقت الهَزلِ والجِدّ غاضِبٌ
كَمَا أنّ ذاكَ السّيفُ في حَدّه الحَدُّ

فَلا رَاحَ وصلُ الخِلِّ يُطفي صَبَابَتي
وَلَا بَاتَ يُذكِيها ويُشعِلُها الصّدُّ

يَعُدُّونَني-جَهلَاً-أسِيرَ غَزَالَةٍ
فَلَا العَينُ أغوَتني وَلَا الخَصرُ والنّهدُ

وَصَاحبة الخدّينِ سَيّدَة الهَوَى
لَهَا خَصرُ ممشوقٌ،،يَميسُ لَها قدُّ

مُطَيّبةُ الأردانِ معسولةُ اللّمَى
مُكَحّلةُ العَينينِ أطرَافُهَا نُردُ

أتتني بِنصفِ اللّيل تَحمِلُ وَردةً
وَلم تَدرِ أنّي لن يُؤثّرُني الوَردُ

وَقَالَت ودمعُ العَينِ منسَكبٌ كَمَا
قُطَيراتِ أمطَارٍ تخَلّلَها رَعدُ

وَصَالُكَ لا أبغي سِوَاهُ مُخَلّصاً
فَرُحمَاكَ هل للعِشقِ في عَيشِكُم بُدُّ؟

فقلتُ لها والعَين تقدَحُ نارُها
وسَيفي كَلَمعِ البرقِ:"ليس لنَا عَهدُ"

مَضَيتُ،كأنّ الحَال أضحَى مخَبّراً
إذا جلتُ في الهَيجَاءِ يَستَوحِشُ المِردُ

فإن كَانَ هذا اللّيل لا صبح بعدَهُ
وَلا جَزرُ للبَحرِ الغَشِيمِ وَلَا مَدُّ

فَودّع أخا الدّنيَا حَياتَكَ عُنوَةً
فَيَارُبَّ هَذَا الحَالُ يَتبَعُهُ اللّحدُ

وَيَارُبَّ نحرير يضيقُ به الفضا
وَيَارُبَّ جهبيذ يكفنهُ وغدُ

بقلم: مشير علي الشميري
2018-10-29

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق