الاثنين، 1 أكتوبر 2018

يهزني الشوق الى أحضان الشاعرة نعيمة المديوني

يهزّني الشّوق الى أحضان
أمس عتيد
الى مدينة أحرق أوتارها
الأنين
الى بقايا حزن يلملم شتات
نفسه
يأبي الرّحيل
الى ذكريات نسجت خيوطها
من نسائم الفجر الجديد
أحنّ لصور بريئة
رسمتها بالطّباشير
الى طفولة
ظلّت تسترق منّي
الهمس والحياة
الى طيف يقفز
بين الرّبا
كطّير يحلّق
ينشر الحريّة بفخر
أنّ يشاء
الى خبز أمّي وعرقها
المتصبّب في كبرياء
الى وميض برق عنيد
يبشرّ بالخير
ينتشي الفلاح
ينشد المواويل
النّاي بين شفتيْه رقصه
مبين
يا نسمات الصّباح العذراء
اشتثّوا أزهارك
وقد كانت للأيّام بهجة
الحياه
اغتالوا فرحة العيد
كثر الصّراخ
انبرى صوت النّواح
كهزيم الرّعد
يتسرّب من الأبواب
من النّوافذ
من كلّ شقّ مُباح
نوحي
يا مداعمي
قد أرهقك البكاء
كبّلوا الطّير الكسير
أفقدوه رغبة البقاء
وأدوا أحلام الفقير
                                       **********
تحت أسوار مدينتي
عزف الشّحرور
يدعو للفلاح
لليالي الأنس
حيث القيان يلقين بأشعارهنّ
يسحرن ويفتنّ
فأضحت بهنّ الحياة بهجة
وأمان
لليالي شهرزاد تعزف على
أوتارها
إشارات وزفير
وأنا السّابحة في العشق
من غير ذنوب
أهوى الحبيب وهو عنّي
في فتور
لو في يدي حساب أيّامي
ما وصلت قلبا بهوى غيري
مفتون
جار زماني يوم رماني
في بحر مهجور
يا لائمي في الهوى
شربت منه كأسا
اذاقني المرّ دهورْ
مسحتْ كفّايا سُيولا
على الخدّ تنهمر
كوادي مجردة الخصيب
تأبى روحي الاغتراب
والحبيب منّي قريب
يشهد الله أنّني في هواه
كبدر إذا ما بدا
تحيط به النّجوم
تتراقص الزّهور
والهوى مكتوب
مكتوب على صفحات الزّمان
منذ دهور
لمَ الأوجاع تسكن قلبا به
مفتونْ
تمنّيت أن يمتلكني النّعاس
لعلّ عيني تراه
تعود الرّوح فيّ
وقد ماتت من النّواح
هجرني الحبيب
ونثر على قبري بتلات
الفُراق
من لغير الله أشتكي كرْبي
والكلّ في أمره مُستراب
لا يدرك أنّ الهوى قدر وقضاء

نعيمة المديوني (تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق